أقول: أَجَمَّ الماءَ ونحوه يُجِمُّهُ: تركه يتجمّع. فالمعنى: أَلِيَ كان يترك سَفَهَهُ يتجمّع حتى صار مُجْتَمَعُهُ (مثابتُه) هذا الهجاء؟
ومن المعلوم أن الأحنف بن قيس اشتهر بالحلم، وأن كلام أم المؤمنين قيل في القرن الهجري الأول!
· وجاء في رسالة (ألفاظ الشمول والعموم) للمرزوقي (توفي 421 هـ)، وهي منشورة في كتاب: (رسائل ونصوص في اللغة والأدب والتاريخ) بتحقيق د. إبراهيم السامرائي، مكتبة المنارة، الزرقاء، الأردن، في الصفحة 130:
"... بدلالة أن قوله تعالى: ?السارق والسارقة فاقطعوا أَيديهما? بمثابة قوله لو قال: من سرق فاقطعوا يَدَه."
وجاء في كتاب (دلائل الإعجاز) للإمام عبد القاهر الجرجاني (471 هـ) في مبحث (مواضع التقديم والتأخير):
- في الصفحة 121: "فإذا قلتَ: (أَزَيْداً تَضرب؟) كنت قد أنكرت أن يكون (زيد) بمثابة أن يُضرب، أو بموضع أن يُجْترأ عليه ويُسْتجازَ ذلك فيه."
- وفي الصفحة نفسها: "...جَعَله كأنه قد ظن أن طنين الذباب بمثابة ما يَضِيْر."
- وفي الصفحة 125: "...فلو قلتَ... كان في التناقض بِمنْزلة أن تقول..."
- وفي الصفحة 118: "... ألا ترى أنّ من المُحال أن تزعم أنّ المعنى في قول الرجل لصاحبه: (أتخرجُ في هذا الوقت؟)... أنه أنكر أن يكون بمثابة من يفعل ذلك، وبموضع مَن يجيء منه ذاك..."
نلاحظ أن إمام البلاغة يستعمل (بمثابة) بمعنى: بموضع، بمنْزلة، بمكانة، بمرتبة.
· وجاء في كُتيِّب (تاج العروس، الحاوي لتهذيب النفوس) لابن عطاء السكندري (709 هـ)، في الصفحة 53: "فالقلب بمثابة العين..."
وفي الصفحة 54: "فالقلب بمثابة السقف، فإذا أُوقِد في البيت نار صعِد الدخان إلى السقف فَسَوَّده، فكذلك دخان الشهوة إذا نبت في البدن صعِد دخانه إلى القلب فَسَوَّده."
· وجاء في (البحر المحيط) لأبي حيّان النحْوي (745 هـ)، في الصفحة 112: