نحو إتقان الکتابة باللغة العربیة

مکی الحسنی

نسخه متنی -صفحه : 291/ 272
نمايش فراداده

143- لا تَقُلْ: (... تحت طائلة الحجز / القانون...)

مما جاء في معاجم اللغة (لسان العرب وغيره) قولُهم:

الطَّوْل والطائل والطائلة: الفضل والقدرة، والغِنى، والسَّعَةُ، والعُلُوّ.

أصل الطائل: النفع والفائدة. يقال:

- (هذا أمرٌ لا طائل فيه) إذا لم يكن فيه غَناء ومَزِيَّة؛ لا فائدة تُرجى منه.

- (لم يظفر منه بطائل) أي بفائدة.

- (ما هو بطائل) يقال للشيء الخسيس الدُّوْن.

- (أموال طائلة) أي كثيرة غزيرة.

ولكن يقال أيضاً: بينهم طائلة، أي عداوةٌ وتِرَةٌ (الترة: الثأر).

كما نرى، لا صلة بين معنى الطائلة في اللغة، وبين المراد من هذه الكلمة في الاستعمال الخاطئ الشائع. ومصدر الخطأ- على الأرجح- الترجمة الحرفية!

فمثلاً، مقابل العبارة الشائعة: (ممنوعٌ وقوف السيارات تحت طائلة الحجز) يقال في الإنكليزية: NO PARKING. وغالباً ما تكون هذه الكلمة كافية في التحذير. فإذا أُريدَ بيان ما يترتب على المخالفة، يقال في الإنكليزية:

Under penalty of... (لاحِظْ كلمة under: تحت!).

ويقال في الفرنسية:

Sous peine de ... (لاحِظْ كلمة sous: تحت!).

فالوجْهُ أن يقال: ممنوعٌ وقوفُ السيارات! (من الضروري رسم إشارة التنبيه: !).

وإذا كان هذا التحذير غير رادع لبعض الناس، فيمكن أن يقال:

- ممنوعٌ وقوف السيارات، ويَتَعرَّض المخالف للعقوبة!

أو: - لا تَقِفْ سيارتَك هنا، و إلاّ تَعَرَّضتْ للحجز!

أو: - وقوف السيارة هنا يُعرِّضها للحجز!

وفي مقامٍ آخر يمكن أن يقال:

- لا تفعلْ كذا و إلاّ عاقَبَكَ القانون!...

- لا تفعل كذا، و إلاّ فالقانون يَطُوْلُك! ]لا: يَطالُك![.