ومن المهم أن ندرك أننا جميعاً - في العصور الأخيرة - لا نملك سليقة لغوية سليمة، للأسباب التي ذكرتها في الفقرة السابقة. وهذا يعني أن علينا اكتساب العربية السليمة، مثلما نكتسب الإنكليزية السليمة. كيف؟
أ ـ بقراءة الكثير من النصوص الفصيحة قراءةً متأنيَّةً مُتَرَوِيَّة، مع إنعام النظر في المفردات والتراكيب لحفظها واستعمالها والقياس عليها. وحبذا تعويدُ أولادنا، منذ الصغر، قراءةَ هذه النصوص. أما السماع فنفتقر إليه: إذ أين يمكنك في هذه الأيام أن تسمع لغة عربية عالية، يمكن الاقتباس منها؟
ب ـ بالرجوع المتكرر إلى معجم لغوي جيد.
ج ـ بالاستعانة بكتاب جيد في قواعد العربية.
د ـ بالاطلاع على بعض معاجم الأخطاء الشائعة.
أ - واضح إذن أن (إدمان) القراءة الواعية للنصوص الفصيحة هو الأساس. فأين نجد هذه النصوص؟
أقترح البدء بأعمال كتَّاب مُجِيدين معاصرين، مثل:
· مصطفى صادق الرافعي (وحْيُ القلم؛ كتاب المساكين؛ إعجاز القرآن).
· طه حسين (الوعد الحق؛ الأيام؛ على هامش السيرة).
· علي الطنطاوي (فِكَر ومباحث،...).
· ديوان أحمد شوقي؛
وبعد ذلك يَحْسُن الاطلاع على بعض أعمال القدامى، مثل:
· ابن المقفع (الأدب الصغير؛ الأدب الكبير؛ كليلة ودمنة...)
· الجاحظ (البيان والتبيين؛ الحيوان؛ البخلاء...)
· ابن قتيبة (عيون الأخبار).
· المُبَرِّد (الكامل).
· سيرة ابن هشام.
· أبو الفرج الأصبهاني (الأغاني).
· ديوان الفرزدق...
أكرر القول: لا بد من القراءة بِرَوِيّةٍ وإنعام نظر، وحفظ التراكيب والمفردات، كما نفعل عند تعلُّم لغة أجنبية.
ب - فإذا صادفتَ أثناء القراءة مفردةً غير مألوفة، فافتح المعجم لتطّلع على معانيها واستعمالاتها المختلفة.