نونیة القحطانی

ابی محمد الاندلسی القحطانی

نسخه متنی -صفحه : 14/ 6
نمايش فراداده

لو كان علم للكواكب أو قضا لم يهبط المريخ في السرطان والشمس في الحمل المضيء سريعة وهبوطها في كوكب الميزان والشمس محرقة لستة أنجم لكنها والبدر ينخسفان ولربما اسودا وغاب ضياهما وهما لخوف الله يرتعدان أردد على من يطمئن إليهما ويظن أن كليهما ربان يا من يحب المشتري وعطاردا ويظن أنهما له سعدان لم يهبطان ويعلوان تشرفا وبوهج حر الشمس يحترقان أتخاف من زحل وترجو المشتري وكلاهما عبدان مملوكان والله لو ملكا حياة أو فنا لسجدت نحوهما ليصطنعان وليفسحا في مدتي ويوسعا رزقي وبالإحسان يكتنفاني بل كل ذلك في يد الله الذي ذلت لعزة وجهه الثقلان فقد استوى زحل ونجم المشتري والرأس والذنب العظيم الشان والزهرة الغراء مع مريخها وعطارد الوقاد مع كيوان إن قابلت وتربعت وتثلثت وتسدست وتلاحقت بقران ألها دليل سعادة أو شقوة لا والذي برأى الورى وبراني من قال بالتأثير فهو معطل للشرع متبع لقول ثان إن النجوم على ثلاثة أوجه فاسمع مقال الناقد الدهقان بعض النجوم خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان وكواكب تهدي المسافر في السرى ورجوم كل مثابر شيطان لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا إذ كل يوم ربنا في شأن والله يمطرنا الغيوث بفضله لا نوء عواء ولا دبران من قال إن الغيث جاء بهنعة أو صرفة أو كوكب الميزان فقد افترا إثما وبهتانا ولم ينزل به الرحمن من سلطان وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ولقل ما يتجمع الضدان وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شواظ النار في الغدران علم الفلاسفة الغواة طبيعة ومعاد أرواح بلا أبدان لولا الطبيعة عندهم وفعالها لم يمش فوق الأرض من حيوان والبحر عنصر كل ماء عندهم والشمس أول عنصر النيران والغيث أبخرة تصاعد كلما دامت بهطل الوابل الهتان والرعد عند الفيلسوف بزعمه صوت اصطكاك السحب في الأعنان والبرق عندهم شواظ خارج بين السحاب يضيء في الأحيان كذب أرسطاليسهم في قوله هذا وأسرف أيما هذيان الغيث يفرغ في السحاب من السما ويكيله ميكال بالميزان لا قطرة إلا وينزل نحوها ملك إلى الآكام والفيضان والرعد صيحة مالك وهو اسمه يزجي السحاب كسائق الأظعان والبرق شوظ النار يزجرها به زجر الحداة العيس بالقضبان أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم تدبير ما انفردت به الجهتان أم غاب تحت الأرض أم صعد السما فرأى بها الملكوت رأي عيان أم كان دبر ليلها ونهارها أم كان يعلم كيف يختلفان أم سار بطلموس بين نجومها حتى رأى السيار والمتواني أم كان أطلع شمسها وهلالها أم هل تبصر كيف يعتقبان أم كان أرسل ريحها وسحابها بالغيث يهمل أيما هملان بل كان ذلك حكمة الله الذي بقضائه متصرف الأزمان لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجرين الطير بالطيران فالفرقتان كذوبتان على القضا وبعلم غيب الله جاهلتان كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم الله مدعيان الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا القول مقترنان والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن البنيان والله أخبر أنها مسطوحة وأبان ذلك أيما تبيان