هل المهدی حقیقة

عادل الحریری

نسخه متنی -صفحه : 12/ 2
نمايش فراداده

هل المهدي حقيقة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و آله الطاهرين و صحبه المنتجبين .

ان قضية المهدي المخلص (عج) من أهم القضايا التي نعيش مسؤولية التحرك نحوها ، فلم يكن المسلم في عصر النبي محمدٍ (ص) ليعيش فكرة تحمل المسؤولية تجاه المهدي المخلص (ع) إلا عبر الايمان بها كنموذج غيبي من النماذج الغيبية التي أخبر عنها الرسول (ص) . . و هكذا بقيت هذه الفكرة في ذلك العصر تبرز يوماً و تخبو آخر ، حتى جاء ذلك اليوم الذي احتاجت فيه البشرية إلى ذلك اليعسوب الذي يرشدها و يعلمها و يخرجها من تلك الظلمات بعد أن فقدت الأمة تلك الأنوار و الحجج التي سبقته . . .

فبدأ الهمُّ نحو الرسالة من اولئك الفتية الخُلّص الذين آمنوا بها و استيقنتها أنفسهم . . . انهم الطليعة الواعية التي قامت الرسالة الإلهية على اعتاق امثالهم . . . انهم الخواصُ الذين أطاعوا الله و اطاعوا الرسول و اولي الامر منهم . . . و هكذا بدت معالم الدرب ، و بدأت الخطة انها قضية التمهيد لقدوم المخلٍّص . . . انها انتظار القائم من آل محمد (ص) . . . ذلك الفرد هو بصيص الامل الذي تتطلع اليه البشرية بكل دياناتها و مختلف تفكيرها . . انه الرجل المسدد الذي يمكن الوثوق به ، و الوقوف إلى جانبه ، و العمل معه قبل بروزه الى ساحة العمل . . . انه المنقذ الذي يمسح دموع اليتامى و المضطهدين ، انه سيف الله الذي يقتص من كل الظالمين الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم . . . انه الماضي و الحاضر و المستقبل . . انه عصارة الماضين ، و سلالة الأنبياء و المرسلين حجة الله على خلقه أجمعين محمد بن الحسن المهدي ( عليه السلام ) . . اقدم بين يديه هذه الوريقات التي اخذتها عن كبار مصادر علماء أهل السنة راجياً منه قبولها و من الله التوفيق . اللهم إنا نسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب . . .

عادل الحريري

تقسيم البحث

- هل المهدي حقيقة ؟! - من هو المهدي ؟ -آراء أساطين العلم من السنة في نسب و ولادة الامام المهدي (ع) - حقيقة العمر الطويل علمياً و عملياً ؟ - حقيقة الغيبة ؟ و لماذا غاب القائد عن أمته ؟ - متى يظهر الغائب ؟ و هل لظهوره وقت أو علامة ؟

هل المهدي حقيقة

لقد وردت الروايات حول المهدي بشكل كثير بلغ حد التواتر1 ، ما لم يبق مجالاً للشك في هذه العقيدة ، و الطرق المتعددة باختلاف الرواة زاد في قوة هذا التواتر . فأجمعت فرق المسلمين كلها ، بخروج المهدي في آخر الزمان ، حيث الظلم و الاضطهاد ، من قتلٍ و سجنٍ و سلبٍ و غيره مما ملأ المعمورة ليغير ذلك كله الى العدل والامان و القسط. إلا أنه قد روى بعض من شذّ و ندر بأن المهدي ليس له وجود آخر غير وجود عيسى حيث لا مهدي إلا عيسى ( حديث ابن ماجه ) و قد رذّه أحمد بن محمد الصديق قائلاً : ( ففي التذكرة للامام القرطبي ، و فتح الباري لامير الحفاظ العسقلاني ، نقلاً عن الحافظ ابي الحسين الآبري انه قال : رداً لحديث ابن ماجه الموضوع الآتي فيه انه ( لا مهدي إلى عيسى) ما نصه : قد تواتر الاخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (ص) في المهدي و انه من اهل بيته ، و انه يملأ الأرض عدلاً و أن عيسى عليه الصلاة و السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال ، و انه يؤم هذه الامة و عيسى خلفه . . . ) 1 . و عليه فمن ينكر ذلك التواتر المنقول عن خيرة صحابة الرسول 2 ، لا يمكن وصفه إلا كمن أنكر الشمس في وضح النهار ، و قد كتب الاستاذ ناصر الدين الالباني في رده على سؤال رده على سؤال ورده من مجلة التمدن الاسلامي قال :

و خلاصة القول : ان عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه (ص) يجب الايمان بها لانها من امور الغيب ، و الايمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى : { الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب } و ان انكارها لا يصدر الا من جاهل أو مكابر ، أسأل الله ان يتوفانا على الايمان بها . . . 1 . و الآن نبقى مع بعض الأحاديث التي اعتمد عليها الرواة في اثبات تواترهم في عقيدة المهدي . جاء في سنن ابي داود عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة )./ سنن ابي داود : حديث رقم 4284 ج4 ص 107 ) و جاء في الجامع الصحيح قال : قال رسول