حدیث الانطلاق

حمید الانصاری

نسخه متنی -صفحه : 133/ 56
نمايش فراداده

وتجدر الاشارة الى ان الرسائل والاثار الباقية من الاستاذ المطهري ، تشير الى ان السبب في اعتزال الاستاذ فعاليات ونشاطات حسينية الارشاد ، يكمن في اعتقاده ان الثورة الثقافية والاجتماعية يجب ان تستند الى اصالة الوحي والى الفكر الديني المحض ، لذا فان الاستاذ المطهري كان يعتقد بان تاثير الاتجاهات الحديثة والتفسيرات الثورية للمسائل الدينية والمذهبية - وغير المبنية على الاساس المذكور، والتي لا تاخذ باعتبارها الاساليب التخصصية في فهم استنباط الاحكام الدينية - سيكون مؤقتا سريع الزوال وسيفتح الطريق امام الالتقاط والخلط بين المقولات الدينية والافكار الوضعية وغير المتجانسة ، الامر الذي سيمهد السبيل امام دخول وثبات النظريات الفلسفية والاجتماعية الغربية .

بعد انتصار الثورة الاسلامية ، وقفت بعض العناصر من المجاميع المتطرفة في مواجهة العلماء وقيادة الثورة بذريعة الدفاع عن الدكتور الشريعتي . وفي المقابل ايضا فان الكثير من اولئك الذين تعرفوا على الدين والسياسة من خلال اثار الدكتور شريعتي ، وقفوا مع جمع المدافعين عن الثورة الاسلامية ليؤدوا دورهم ، وهو مما لايمكن انكاره مهما كان الحكم على اثار الدكتور شريعتي .

واستنادا الى الامور التي ذكرنا فقد قيلت العديد من الاراء حول دور الدكتور شريعتي ، فالبعض عده عاملا في تنفيذ المقاصد الثقافية للنظام الملكي ، كما عده الكثيرون مفكرا اسلاميا ثوريا واشاروا - مستندين الى مذكراته التي كتبها في اواخر حياته - الى انه اقر واوصى ايضا بضرورة تنقيح اثاره وحذف واصلاح بعض استنتاجاته السطحية وتفسيراته المغلوطة .

اما الامام الخميني فقد اكد في الكثير من خطاباته وبياناته في ذلك الوقت على ضرورة الدفاع عن المواقف المقدامة للروحانية الشيعية المجاهدة طوال التاريخ ، والدفاع عن العلماء الاعلام ورد على كل الشكوك التي اثيرت حول هذا الموضوع . وقد كرر التحذير - في رسائله التي بعث بها الى الاتحادات الاسلامية للجامعيين الدارسين في الخارج - من الاستنتاجات السطحية وغير المتخصصة عن الاسلام منبها في الوقت ذاته - وضمن تكريمه وتجليله للخدمات التي اسداها المفكرون المثقفون المسلمون - الى خطر المتحجرين والقشريين من علماء الدين ، موكدا ايضا على تجنب طرح المسائل المثيرة للخلاف والمتحور حول الجبهة الفلانية والفلانية الامر الذي يعد مخالفا لمصالح الثورة .