رسول الله_ صلى الله عليه وآله وسلم _ دعا له فقال: «اللّهمّ بارك له في صفقته».
وأصحاب أمير المؤمنين، الذين كانوا شرطة الخميس كانوا ستّة آلاف رجل، وقال عليّ بن الحكم: (أصحاب) أمير المؤمنين الذين قال لهم: «تشرّطوا إنّما أُشارطكم على الجنّة، ولست أُشارطكم على ذهب أو فضّة، إنّ نبيّنا _عليه السلام_ قال لاَصحابه فيما مضى: تشرّطوا فانّي لست أُشارطكم، إلاّ على الجنّة»(1) وممّا تقدّم يظهر أنّ من عدّه ابن النديم من أصحاب الاِمام رجالاً ماتوا قبل أيام خلافته كسلمان و أبو ذر والمقداد، وكلّهم كانوا شيعة للاِمام، فكيف يكون التشيّع وليد يوم الجمل؟ والظاهر وجود التحريف في عبارة ابن النديم.
على كل تقدير فما تلونا عليك من النصوص الدالّة على وجود التشيّع في عصر الرسول وظهوره بشكل جليّ بعد وفاته_ صلى الله عليه وآله وسلم _ وهذا قبل أن تشبّ نار الحرب في البصرة، دليل على وهن هذا الرأي ـ على تسليم دلالة كلام ابن النديم ـ فإنّ الاِمام وشيعته بعد خروج الحقّ عن محوره، واستتباب الاَمر لاَبي بكر، رأوا أنّ مصالح الاِسلام والمسلمين تكمن في السكوت ومماشاة القوم، بينما كان نداء التشيّع يعلو بين آن وآخر من جانب المجاهرين بالحقيقة، كأبي ذر الغفاري وغيره، ولكن كانت القاعدة الغالبة هي المحافظة قدر الاِمكان على بقاء الاِسلام وعدم جرّ المسلمين إلى صدام كبير ونار متأجّجة لا تبقي ولا تذر، والعمل قدر الاِمكان لدعم الواجهة السياسية للخلافة الاِسلامية ورفدها بالجهد المخلص والنصح المتواصل.
إلاّ أنّ الاَمر عندما آل إلى الاِمام عليّ وجدت شيعته متنفساً واسعاً للتعبير عن وجودها والاِفصاح عن حقيقتها، فظهرت بأوضح وأجلى صورها، فمن هنا وقع أصحاب هذه الفرضية وغيرها في هذه الاشتباهات الواضحة البطلان.
(1) البرقي: الرجال 3.