ابجد العلوم الوشی المرقوم فی بیات احوال العلوم

محمد صدیق صدیق حسن خان

نسخه متنی -صفحه : 557/ 537
نمايش فراداده

ومن علم الفقه شرح الوقاية والهداية بتمامها إلا طرفا يسيرا
ومن أصول الفقه الحسامي وطرفا صالحا من التوضيح والتوليح
ومن المنطق شرح الشمسية وقسطا من شرح المطالع
ومن الكلام شرح العقائد وجملة من الخيالي وشرح المواقف وقطعة من العوارف
ومن الطب موجز القانون
ومن الحكمة شرح هداية الحكمة
ومن المعاني المختصر والمطول وبعض الرسائل في الهيئة والحساب إلى غير ذلك وبرع في هذه كلها وإجازه
والده بأخذ البيعة ممن يريدها وقال يده كيده
ثم اشتغل بالدرس نحوا من اثنتي عشرة سنة وحصل له فتح عظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك ونزل
على قلبه العلوم الوجدانية فوجا فوجا وخاض في بحار المذاهب الاربعة وأصول فقههم خوضا بليغا ونظر في
الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الأحكام وارتضى من بينها بامداد النور الغيبي طريق الفقهاء
المحدثين واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين فرحل اليهما في سنة 1143 وأقام هناك عامين كاملين وتلمذ
على الشيخ أبي الطاهر المدني وغيره من مشائخ الحرمين وتوجه إلى المدينة المنورة واستفاض فيضا كثيرا
وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة ثم عاد في سنة 1145 إلى الهند
2 ومن نعم الله تعالى عليه أن اولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقه والحديث وأسرار السنن
ومصالح الأحكام وسائر ما جاء به صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة
والحجج وطهرها من قذى أمس المعقول واعطي علم الابداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول وعرض وعلم
استعداد النفوس الانسانية لجميعها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق
--------------------
243
تشييدها بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة
الغير المرضية انتهى
وكانت وفاته في سنة 1176 الهجرية وله مؤلفات جليلة ممتعة يجل تعدادها
منها فتح الرحمن في ترجمة القرآن والفوز الكبير في اصول التفسير والمسوى والمصفى في شروح الموطأ
والقول الجميل والخير الكثير والانتباه والدر الثمين وكتاب حجة الله البالغة وكتاب إزالة الخفاء
عن خلافة الخلفاء ورسائل التفهيمات وغير ذلك
وقد ذكرت له ترجمة حافلة في كتابي اتحاف النبلاء المتقين باحياء مآثر الفقهاء المحدثين وذكر له
معاصرنا المرحوم المولوي محمد محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي رحمه الله ترجمة بليغة في رسالته
( اليانع الجني وبالغ في الثناء عليه وأتى بعبارة نفيسة جدا وأطال في ذكر احواله الأولى والأخرى
وأطاب فإن شئت زيادة الاطلاع فارجع اليهما
وقد طبع كتابه الحجة لهذا العهد بمصر وكذا الازالة بالهند بنفقه الشيخ الوزير محمد جمال الدين خان
مدير مهمات الرياسة عافاه الله تعالى وكان له اولاد صالحون الشيخ عبدالعزيز والشيخ رفيع الدين
والشيخ عبدالقادر والشيخ عبدالغني والد الشيخ محمد اسمعيل الشهيد الدهلوي وكلهم كانوا علماء نجباء
حكماء فقهاء كأسلافهم وأعمامهم كيف وهم من بيت العلم الشريف النسب الفاروقي المنيف وقد آذن الزمان
الآن بانصرام ذلك البيت وأهله فإنا لله وإنا اليه راجعون وكان بيته في الهند بيت علم الدين وهم
كانوا مشائخ الهند في العلوم النقلية بل والعقلية أصحاب الأعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات
لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من بيوت السملمين في قطر من أقطار
--------------------
244
الهند وإن كان بعضهم قد عرف بعض علم المعقول وعد على غير بصيرة من الفحول ولكن لم يكن علم الحديث
والتفسير والفقه والأصول وما يليها إلا في هذا البيت لا يختلف في ذلك مختلف من موافق ولا من مخالف
إلا من أعماه الله عن الانصاف ومسته العصبية والاعتساف وأين الثرى من الثريا والنبيذ من الحميا