وجاء في كلام ابن بطال :
« وكان في جيشة ـ يعني معاوية ـ ميل الى أبي ذر ، فأقدمه عثمان حشية الفتنة » (1) .
وجاء في رواية الواقدي :
« إن أبا الأسود الدؤلي قال : كنت أحب لقاء أبي ذر ، لأسأله عن سبب خروجه الى الربذة ، فجئته ، فقلت له :
ألا تخبرني ، أخرجت من المدينة طائعا ؟ أم أخرجت كرها ؟
فقال : كنت في ثغر من ثغور المسلمين ، أغني عنهم ، فأخرجت الى المدينة ، فقلت دار هجرتي وأصحابي ، فأخرجت من المدينة الى ما ترى ! » (2)
والثغر الذي عناه ، هو بلاد الشام بالطبع . ويلاحظ هنا ، أنه لم يقل أخرجت الى ثغر من ثغور المسلمين ، أو اخرجت الى الشام . بينما قال : أخرجت الى المدينة ، ثم قال : فأخرجت الى ما ترى ـ يعني البرذة ـ مما يدل على أنه كان مختارا ، أو مرتاحا ـ على الأقل ـ في اقامته بالشام .
وجاء في رواية ثانية للواقدي :
« فقال عثمان : أخرج عنا من بلادنا !
فقال أبو ذر : ما أبغض الي جوارك ، فالى أين أخرج ؟
قال : حيث شئت !
قال : أخرج الى الشام ، أرض الجهاد ؟ !
1 ـ الغدير 8 / 325 عن عمدة القارئ للعيني 4 / 291 . 2 ـ شرح النهج 80 / 360 .