ابوذر الغفاری

فقیه، محمدجواد

نسخه متنی -صفحه : 171/ 83
نمايش فراداده

وقد أفسح أبو بكر المجال أمام الصحابة ، في إلفاته ، وتنبيهه على أخطائه ، وذلك ، حين قال في خطبته بعد السقيفة :

« وَليت أمركم ولست بخيركم ، فاذا أحسنت فأعينوني ، واذ أسأت فقَوِّموني ، إن لي شيطاناً يعتريني ، فاياي واياكم اذا غضبت . . الخ » (1) .

وجاء عهد عمر بن الخطاب ، وتولى زمام الامور بعد أبي بكر ـ بوصية وعهد منه ـ وذلك : أنه حين مرض أبو بكر مرض الموت ، أحضر عثمان بن عفان ، فقال له :

إكتب ، بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهده أبو بكر بن أبي قحافة الى المسلمين ، ثم أغمي عليه ، فكتب عثمان : أما بعد فاني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ، ولم آلكم خيرا ، ثم أفاق أبو بكر ، فقال :

إقرأ علي ، فقرأ عليه ، فكبر أبو بكر وقال : أراك خفت أن يختلف الناس إن مِتّ في غشيتي . . » (2) .

وسار عمر بسيرة صاحبه ، إلا أنه كان كثير الفتيا ، وكثير الخطأ ، على حد تعبير ابن أبي الحديد ، قال :

« وكان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه ويفتي بخلافه ، قضى في ( مسألة ) الجد مع الاخوة قضايا كثيرة مختلفة ، ثم خاف من الحكم في هذه المسألة . . » (3) .

إلا أن وجود الإمام علي عليه السلام في المدينة ـ آنذاك ـ كان يساعد الخليفة ، وكل المسلمين على حل ما يستعصي لديهم من الامور المتعلقة بالحكم أو الفتيا ، فكان المسلمون يرجعون اليه في ذلك ، ويأخذون منه .

1 ـ شرح النهج 6 / 20 .

2 ـ الكامل 2 / 425 .

3 ـ شرح النهج 1 / 181 .