فكان سيد الميدان في هذا المضمار ، والمرجع الوحيد الذي لا ينازعه أحد من المسلمين .
وأصرح ما يدل على ذلك ، قول عمر بن الخطاب ، في أكثر من مناسبة :
« كاد يهلك ابن الخطاب ، لولا علي بن أبي طالب » .
وقوله : « أعوذ بالله أن أعيش في قوم لستَ فيهم أبا الحسن » .
وقوله : « الله أعلمُ حيث يجعلُ رسالته » .
وقوله : « اللهم لا تنزل بي شديدة ، إلا وأبو الحسن الى جنبي »(1) .
لقد كان علي عليه السلام والمخلصون من الصحابة ، يبدون النصيحة ، ولا يألون جهداً في ذلك ، وهذا هو الذي ضمن للخلافة هيبتها في تلك الفترة . فمن الواضح أن هيبة الخلافة في عهد عمر ، بلغت الى حد ، أن الدرة ( السوط ) كانت أمضى من السيف في حل الخصومات ، حتى قيل : درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج .
والحقيقة أن الهيبة لم تكن إلا لتكاتف المسلمين ووحدتهم وحيطتهم على الاسلام .
1 ـ راجع الغدير 6 / 103 الى 106 .