احکام القرآن

احمد بن علی جصاص

جلد 3 -صفحه : 577/ 219
نمايش فراداده

بني إسرائيل

بسم الله الرحمن الرحيم عز وجل الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام روي عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من بيتها تلك الليلة فقال تعالى المسجد الحرام لأن الحرم كله مسجد وقد تقدم ذكر ذلك في سلف وقال الحسن وقتادة معناه كان في نفسه فأسري به قوله عز وجل أسأتم فلها قيل معناه فإليها كما يقال أحسن إلى نفسه وأساء إلى نفسه وحروف الإضافة يقل بعضها موضع بعض إذا تقاربت وقال تعالى ربك أوحى لها والمعنى أوحى إليها قوله تعالى آية الليل يعني جعلناها لا يبصر بها كما لا يبصر بما يمحى من الكتاب وهو في نهاية البلاغة وقال ابن عباس محونا آية الليل السواد الذي في القمر قوله تعالى إنسان ألزمناه طائره في عنقه قيل إنما أراد به عمله من خير أو شر على عادة العرب في الطائر الذي يجئ من ذات اليمين فيتبرك به والطائر الذي يجئ مذات الشمال فيتشاءم به فجعل الطائر اسما للخير والشر جميعا فاقتصر على ذكره دون ذكر كل واحد منهما على حياله لدلالته على المعنيين وأخبر أنه في عنقه كالطوق الذي يحيط به ويلازمه مبالغة في الوعظ والتحذير واستدعاء إلى الصلاح وزجرا عن الفساد قوله كنا معذبين حتى نبعث رسولا قيل فيه وجهان أحدهما إنه لا يعذب فيما كان طريقه السمع دون العقل إلا بقيام حجة السمع فيه من جهة الرسول وهذا يدل على أن من أسلم من أهل الحرب ولم يسمع بالصلاة والزكاة ونحوها من