--------------------1
رسالة إلى أهل الثغر
--------------------
127
بسم الله الرحمن الرحيم
قال السيد الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري رحمه الله الحمد لله الذي حبب
إلينا التمسك بالسنن الهادية وجنبنا سبل البدع المردية
--------------------
128
وكنف قلوبنا بثلج اليقين وأعزنا بسلطان الدين وجعلنا لرسوله صلى الله عليه وسلم متبعين وبإمامته
معتصمين ووهب لنا من أنس الجماعة ما زالت به عنا وحشة الشذوذ والبدع
--------------------
129
حمدا نحوز فيه شرف طاعته ونستمري به جميل مواهبه وصلى الله على محمد نبيه الداعي إليه والسفير بيننا
وبينه الذي أيده الله عز وجل بآياته وقطع دواعي الشبه فيه لمعجزاته حتى أنهج السبيل إليه ونبه على
ما في أفعاله من وجود الأدلة عليه بأوضح بيان وأظهر برهان
حتى غاض الباطل خاسئا حسيرا وأضاء الحق غالبا
--------------------
130
منصورا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وعلا بالحجة صلى الله عليه وسلم
أما بعد أيها الفقهاء والشيوخ من أهل الثغر بباب الأبواب حرسكم الله بسلطانه وأيدكم بنصره
فقد وقفت على ما ذكرتموه في كتابكم الوارد علي بمدينة السلام من خير نعم الله عليكم واستقامة
أحوالكم
--------------------
131
فأسرني وكثر لله عز وجل عليه شكري ورغبت إليه تعالى ومجتهدا في تمام ما أولاكم وإسباغ نعمة علينا
وعليكم وهو تعالى ولي الإجابة وحقيق لجميل الموهبة
ووقفت أيدكم الله على ما ذكرتموه من أحمادكم جوابي عن المسائل التي كنتم أنقذتموها إلي في العام
الماضي وهو سنة سبع وستين ومائتين ووقوع ماذكرته فكم فيها الموقع الذي حمدتموه وعرفتم وجه الصواب
فيه وإعراضكم عمن ألقى تلك المسائل واحتال في بثها عندكم
--------------------
132
وحمدت الله عز وجل على حراستنا وإياكم من شبه الملحدين في دينه والصادين عن اتباع رسله وسألته أن
يجعلنا وإياكم من المتمسكين بحبله والمقيمين على الوفاء بعهده إنه ولي ذلك والقادر عليه
--------------------
133
ووقفت على ما التمستموه من ذكر الأصول التي عول سلفنا رحمة الله عليهم وعليها وعدلوا إلى الكتاب
والسنة من أجلها واتباع خلفنا الصالح لهم في ذلك
وعدولهم عما صار إليه أهل البدع من المذاهب التي أحدثوها وصاروا إلى مخالفة الكتاب والسنة بها وما
ذكرتموه