اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 240
نمايش فراداده

ماله ما تنازع أبا بكر وعمر وعثمان ، كما نازع طلحة والزبير وعائشة ، فخرج مرتديا ، ثم نادى بالصلاة جامعة ، فلما اجتمع أصحابه قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا معشر الناس بلغني أن قوما قالوا : ماله ما تنازع أبا بكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة والزبير وعائشة ، وان لي في سبعة أنبياء اسوة : أولهم : نوح عليه السلام ، قال الله تعالى مخبرا عنه فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ( 1 ) فان قلتم : ما كان مغلوبا فقد كذبتم القرآن ، وان كان ذلك كذلك ، فالوصي أعذر . والثاني : ابراهيم الخليل خليل الرحمن عليه السلام حيث يقول واعتزلكم وما تدعون من دون الله ( 2 ) فان قلتم : انه اعتزلهم من غير مكروه ، فقد كفرتم . وانقلتم : رأى المكروه منهم فاعتزلهم ، فالوصي أعذر .

وابن خالته لوط عليه السلام إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي الى ركن شديد ( 3 ) فان قلتم : انه كانت له بهم قوة ، فقد كفرتم . وان قلتم : لم يكن له قوة ، فالوصي أعذر . ولي بيوسف اسوة إذ قال : رب السجن أحب الي مما يدعونني إليه ( 4 ) ان قلتم : انه دعي لغير مكروه يسخط الله فقد كفرتم ، وان قلتم : انه دعي الى ما يسخط الله عزوجل فاختار السجن ، فالوصي أعذر . وموسى بن عمران عليه السلام إذ يقول ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي حكما وجعلني من المرسلين ( 5 ) فان قلتم : انه فر منهم من غير خوف ، فقد كفرتم . وان قلتم : انه فر منهم خوفا ، فالوصي أعذر .

( 1 ) القمر : 10 .

( 2 ) هود : 80 .

( 3 ) مريم : 48 .

( 4 ) يوسف : 33 .

( 5 ) الشعراء : 21 .