اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 241
نمايش فراداده

وهارون عليه السلام إذ قال ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ( 6 ) فان قلتم : انهم لن يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله ، فقد كفرتم . وان قلتم : انهم استضعفوه وأشرفوا على قتله ، فالوصي أعذر . ومحمد صلى الله عليه وآله إذ هرب الى الغار ، فان قلتم : انه هرب من غير خوف أخافوه ، فقدكفرتم . وان قلتم : انهم أخافوه فلم يسعه الا الهرب ، فالوصي أعذر ، فقال الناس : صدق أمير المؤمنين ، وهذا هو الحق والعذر الواضح ( 1 ) . ومما يدل أيضا زائدا على ما قدمناه من طرق المخالف على أنه عليه السلام كان معذورا في ترك المحاربة ، ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة في الحديث التاسع عشر من المتفق عليه من عدة طرق ، قالت : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لها : يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية - وفي حديث آخر : حديثوا عهد بكفر .

وفي رواية : حديثوا عهد بشرك - وأخاف أن تنكر قلوبهم لأمرت بالبيت فهدم ، فأدخلت فيه ما اخرج منه ، وألزقته بالأرض ، وجعلت له بابين : بابا شرقيا ، وبابا غربيا ، فبلغت به أساس ابراهيم ( 2 ) . وقد تقدم هذا الحديث نقلا عن الفردوس . ووجه الدلالة ظاهر بين لا يحتاج الى البيان . وما رواه ابن أبي الحديد في شرحه في تفسير قوله ( يا علي ان القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ) الى آخره ( 3 ) .

( 6 ) الأعراف : 150 .

( 1 ) علل الشرائع ص 148 - 149 ح 7 ، والاحتجاج 1 : 447 - 448 .

( 2 ) صحيح مسلم 2 : 968 - 969 ، كتاب الحج ب 69 .

( 3 ) نهج البلاغة ص 220 ، رقم الكلام : 156 .