اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 5
نمايش فراداده

ومرد ذلك الى أن مذهب الشيعة لم يكن في يوم من أيامه على ارتباط بالسلطنة الحاكمة لتتولي الدعاية له ، وان كان الحكم قد وصل في بعض الفترات الى بعض الشيعة ، الا أنه لم يكن هؤلاء الحكام يمثلون المذهب ، وانما كان المذهب قائما بذاته ، مستقلا في آرائه ونظراته ، بعكس ما كانت عليه المذاهب الاخرى ، مضافا الى صراحتهم في عرض أدلتهم ، وشهادة خصومهم على مدعاهم . وخلاصة القول : ان الشيعة الامامية كانت لهم الريادة في اثبات قضية الامامةمن خلال ما كتبوا وصنفوا عبر تاريخهم المعطار ، وان نظرة عاجلة الى فهارس مصنفات الشيعة تؤكد هذه الحقيقة .

شبهة وجوابها

ولعل قائلا يقول : ما بالنا نشغل أفكارنا بأمر قد أكل الدهر عليه وشرب ؟ ومسألة الامامة والخلافة انتهت بنهاية عهدها ، فلا حاجة تدعونا الى الكتابة والتحقيق حولها ، بل قد يترتب عليه من الاثار السلبية ما يقعدنا عن الاهتمام بقضايانا المعاصرة المهمة ، والتي نحن فيها أحوج ما نكون الى الالتفات إليها ، مضافا الى أن في ذلك نبشا للماضي ، واثارة للنعرات الطائفية ، واحداث الشقاق وتعميق هوة الخلاف بين المسلمين . وجوابنا عن ذلك يتلخص في امور ، وهي : أولا أن هذه القضية في الدين من الصميم ، وحيث أننا من أتباع هذا الدين العظيم ، فلابد من البحث والتحقيق ، لنحدد بذلك تكليفنا الشرعي بحسب طاقتنا ، ونكون على بصيرة من أمرنا ، فان أمامنا معاد وحساب وجنة ونار ، فان الحق تعالى يقول : وقفوهم انهم مسئولون . وثانيا أن القضايا الدينية حية لا تموت ، فان شريعة الاسلام هي خاتمة الشرائع الالهية للعباد ، ولا معنى للتفاضي والتغافل عن أهم قضية فيه .