قوله تعالى ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) ( 1 ) وقوله ( قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ) ( 2 ) وقوله ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) ( 3 ) الاية . ووجه الدلالة : أن هذه الايات تدل على أن لله تعالى دينا قيما لا اختلاف فيه ، وطريقا مستقيما لا عوج لها ، ويجب علينا اتباعه ، وهذا لا يمكن الا بنصب امام معصوم حافظ لجميع مسائل الدين ، مرشدا الى سبيل اليقين . وعلى مذهب المخالفين للامامية القائلين بأن الامامة بالاختيار ليس لله صراط مستقيم يجب علينا اتباعه ، لأن مفسريهم ورواتهم مختلفون في الكتاب والسنة ، والدين عندهم ما اقتضى آراء مجتهديهم ، فالحلال ما حللوه ، والحرام ما حرموه .
لأن المخالفين في أحكام الله على قولين : فمنهم من قال : ان الله تعالى ليس له حكم على التعيين ، بل الأحكام تابعة لاراء المجتهدين ، وكل مجتهد مصيب فيما رآه . ومنهم من قال : ان لله تعالى في كل واقعة حكما معينا ، ولكن لم ينصب على أكثر الأحكام أدلة ، بل المجتهدين يعمل بالامارات ، فان أصاب فله أجران ، وان أخطأ فله أجر واحد . وقد ترتب على فتح باب الاجتهاد مفاسد عظيمة ، من الحروب ، والقتال ، ونهب الأموال ، وقد أفتى مجتهدوهم خصوصا أبو حنيفة بما هتكوا به حرمة الاسلام وأهله ، وسيجئ ان شاء الله في الخاتمة بعض فتاويهم الشنيعة .
( 1 )
الأنعام : 153
. ( 2 )
الأنعام : 161
. ( 3 )
الفاتحة : 6 -
7 .