اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 570
نمايش فراداده

ليتني خرجت من الدنيا كفافا لا علي ولا لي ، فقال ابنه : تقول هذا ؟ فقال : دعني ، نحن أعلم بما صنعنا أنا وصاحبي وأبو عبيدة ومعاذ ( 1 ) . ومما يؤيد هذا ما في الصراط المستقيم ، قال : أسند سليم ، الى معاذ بن جبل : أنه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور ، قلت : انك تهذي ؟ قال : لا والله ، قلت : فلم ذلك ؟ قال : لموالاتي عتيقا وعمر ، على أن أزوي خلافة رسول الله عن علي ، وقال : وروى مثل ذلك عن عبد الله بن عمر ، أن أباه قاله .

وروي عن محمد بن أبي بكر أن أباه قال له ، وزاد فيه : أن أبا بكر قال : هذارسول الله ومعه علي بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة ، وهو يقول : لقد وفيت بها وتظاهرت على ولي الله أنت وأصحابك ، فأبشر بالنار في أسفل السافلين ، ثم لعن ابن صهاك ، ثم قال : هو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني . وروت العامة ، أن عمر لما كفن قال علي عليه السلام : وددت أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى ( 2 ) .

والمراد الصحيفة التي ذكرناها لا صحيفة أعمال عمر كما توهم المخالفون ، وكيف يكون ذلك ؟ وقد تقدم أن عليا عليه السلام كان يعتقد أن عمر ظالم آثم غادر ، ولم يرض أن يبايعوه بالخلافه ، حيث شرطوا أن يعمل بسيرة أبي بكر وعمر . وفي الصراط المستقيم ، قال العباس بن الحارث ، لما تعاقدوا على الصحيفة نزلت : ( ان الذين ارتدوا على أدبارهم ) ( 3 ) الاية ، وقد ذكرها أبو اسحاق في كتابه ، وابن حنبل في مسنده ، والحافظ في حليته ، والزمخشري في فائقه ( 4 ) .

( 1 ) الصراط المستقيم 3 : 154 .

( 2 ) الصراط المستقيم 3 : 153 .

( 3 ) محمد صلى الله عليه وآله : 25 .

( 4 ) الصراط المستقيم 3 : 153 .