مما يدل على امامة أئمتنا الاثني عشر ، أن عائشة كافرة مستحقة للنار ، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثني عشر ، لأن كل من قال بخلافة الثلاثة اعتقد ايمانها وتعظيمها وتكريمها ، وكل من قال بامامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب ، فإذا ثبت كونها كذلك ثبت المدعى ، لأنه لا قائل بالفصل . وأما الدليل على كونها مستحقة للعن والعذاب ، فانها حاربت أمير المؤمنين عليه السلام وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله ( حربك جربي ) ( 1 ) ولا ريب في أن حرب النبي صلى الله عليه وآله كفر . وفي صحيح البخاري في باب ما ينهى من الساب واللعن ، باسناده قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ( 2 ) .
وانها عادت عليا أمير المؤمنين عليه السلام وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وانها كانت مبغضة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله ( ان بغضه نفاق ) وقد تقدم الأخبار المتواترة المتفق عليها في هذا المعنى . وأما بغضها لأمير المؤمنين عليه السلام ، ففي غاية الظهور . ومما يدل على بغضها قوله عليه السلام مخاطبا لأهل البصرة : فاني حاملكم ان شاء الله على سبيل الجنة ، وان كان ذا مشقة شديدة ومذاقة مريرة ، وأما فلانة فأدركها رأي النساء وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ، الى آخر الكلام ( 3 ) .
ثم أقول : تكلم ابن أبي الحديد المعتزلي في بيان ضغنها ، وطول الكلام فيها ، ثم ادعى توبتها من غير برهان عقلي ودليل نقلي ، ومختصر كلامه في بيان أسباب ضغنها نقلا عن استاده أبي يعقوب المعتزلي . ان أول ما بدأ الضغن كان بينها وبين فاطمة عليها السلام ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوجها عقيب موت خديجة فأقامها مقامها ، وفاطمة هي ابنته خديجة ، ومن المعلوم أن ابنة الرجل إذا ماتت امها وتزوج أبوها امرأة اخرى ، كان بين الابنة وبين المرأة كدر وشنئان ، وهذا لابد منه ، لأن الزوجة تنفس عليها ميل الأب ، والبنت تكره ميل أبيها الى امرأة غريبة كالضرة لامها ، بل ضرة على الحقيقة .
( 1 ) راجع : احقاق الحق 9 : 161 - 174
. ( 2 )
صحيح مسلم 1 : 81 برقم : 64 .
( 3
) نهج البلاغة ص 218 برقم : 156 .