اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 650
نمايش فراداده

قلنا هذا خروج على وجه الاستعظام لعبادة الأصنام ، حيث عدلوا عنه تعالى ، مع ظهور آياته الى من لا ينفع من عبده ، ولا يضر من جحده ، فلا آلة له يدفع بها عن نفسه فهذا موضع العجب والانسلاخ من القرآن في قوله ( ليس كمثله شئ ) ( 1 ) . وفي كتاب مطالع الأنوار عن بعض الحنابلة : اسألوني عن كل شئ اجيبكم عنه في ربكم الا اللحية ، ثم قال : وقالوا : انه ينزل في كل ليلة جمعة على حمار على سطوحالمساجد قد أرخى ذوائبه على كتفيه ، ذو بهاء وجمال ، فيجعلون كل ليلة جمعة على سطوح مساجدهم طعاما وعلفا لحماره .

وقد اشتهر أن رجلا من الحنابلة الزهاد والعباد صعد الى سطح الجامع يرجو أن ينزل ربه بحماره إليه ، فاتفق أنه كان على سطح الجامع غلام أجرد أمرد جميل الصورة مليح الوجه قطط الشعر ، فلما وقع بصر الحنبلي عليه لم يشك أنه ربه ، فوقع على قدميه يقبلهما ويعفر وجهه بين يديه ويقول : سيدي ومولاي وربي وخالقي ارحمني ولا تعذبني ، ويشكو ويتضرع ، فبهت الغلام وظن أنه يريد منه فعلا قبيحا فصاح الغلام بالحاضرين الذين كانوا فوق السطح ، وقال لهم : ان هذا يريد أن يفسق بي على سطح الجامع ، فأتى إليه جمع من النفاطين وأوجعوه ضربا ، ومضوا به الى الحاكم ، ثم ذهبت جماعة من الحنابلة الى الحاكم وأقسموا بالله أن هذا الرجل لا يظن فيه هذا الفعل ، وانما ظن أنه ربه وأراد أن يقبل قدميه . انظروا أيها الفرقة الناجية الى هذه المذاهب الأربعة ، واشكروا الله على ما أنتم عليه من العقائد الحقة ، ونعم ما قال شاعر الشيعة :

  • إذا شئت أن تختر لنفسك مذهبا وتعلم أن الناس في نقل أخبار

  • وتعلم أن الناس في نقل أخبار وتعلم أن الناس في نقل أخبار

فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب أحبار ووال اناسا قولهم وحديثهم روى جدنا عن جبرئيل عن الباري .

( 1 ) الصراط المستقيم 3 : 223 - 224 .