اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 142
نمايش فراداده

قالوا : هو من الرمل ، من البحر الذى قيل فيه :


  • ساكن الريح نطوف ال‍ مزن منحل العزالى ( 1 )

  • مزن منحل العزالى ( 1 ) مزن منحل العزالى ( 1 )

وقوله : ( من تزكى فإنما يتزكى لنفسه ) ( 2 ) .

كقول الشاعر من بحر الخفيف : كل يوم بشمسه وغد مثل أمسه وكقوله عزوجل :

( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( 3 )

قالوا : هو من المتقارب .

وكقوله : ( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) ( 4 ) .

ويشبعون حركة الميم ، فيزعمون أنه من الرجز .

وذكر عن أبى نواس أنه ضمن ذلك شعرا ، وهو قوله ( 5 ) :

وفتية في مجلس وجوههم ريحانهم قد عدموا التثقيلا ( دانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا )

وقوله عز وجل : ( ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوممؤمنين ) ( 6 ) .

زعموا أنه من الوافر ، كقول الشاعر ( 7 ) : لنا غنم نسوقها غزار كأن قرون جلتها عصى ( 8 ) وكقوله عز وجل :

( أرأيت الذى يكذب بالدين . فذلك الذى يدع اليتيم ) ( 9 )

ضمنه أبو نواس في شعره ففصل ، وقال : " فذاك الذى " وشعره :


  • وقرا معلنا ليصدع قلبى أرأيت الذى يكذب بالدي‍ ن فذاك الذى يدع اليتيما

  • والهوى يصدع الفؤاد السقيما ( 10 ) ن فذاك الذى يدع اليتيما ن فذاك الذى يدع اليتيما

وهذا من الخفيف .

( 1 ) يصف يوما مطيرا .

والنطوف : القطور ، وليلة نطوف : قاطرة تمطر حتى الصباح .

المزن : السحاب .

والعزالى ، بكسر اللام : جمع عزلاء ، وهى مصب الماء من الرواية والقربة في أسفلها حيث يستفرغ ما فيها من الماء .

يقال للسحابة إذا انهمرت بالمطر : قد حلت عزاليها ، على تشبيه اتساع المطر واندفاقه بالذى يخرج من فم المزادة .

( 2 ) سورة فاطر : 18 .

( 3 ) سورة الطلاق : 2 - 3 .

( 4 ) سورة الانسان : 14 .

( 5 ) أخبار أبى نواس 2 53 .

( 6 ) سورة التوبة : 14 .

( 7 ) امرؤ القيس كما في اللسان 12 - 32 والديوان ص 192 .

( 8 ) نسوقها : نسوقها .

غزار : كثيرة .

جلتها : جمع جليل ، وهى الغنم الكبيرة المسنة .

( 9 ) سورة الماعون : 14 .

( 10 ) أخبار أبى نواس 2 53 وقد ذكرهما المؤلف في كتاب التمهيد ص 128 ولم ينسبهما .