اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 146
نمايش فراداده

وما اتفق في ذلك من القرآن مختلف الروى ، ويقولون : إنه متى اختلف الروى خرج عن أن يكون شعرا .

وهذه الطرق التى سلكوها في الجواب ، معتمدة أو أكثرها .

ولو كان ذلك شعرا لكانت النفوس تتشوف إلى معارضته ، لان طريق الشعر غير مستصعب على أهل الزمان الواحد ، وأهله يتقاربون فيه ، أو يضربون فيه بسهم .

فإن قيل : في القرآن كلام موزون كوزن الشعر ، وإن كان غير مقفى ، بل هو مزاوج متساوي الضروب ، وذلك أحد ( 1 ) أقسام كلام العرب .

قيل : من سبيل الموزون من الكلام أن تتساوى أجزاؤه في الطول والقصر ، والسواكن والحركات .

فإن خرج عن ذلك لم يكن موزونا ، كقوله :


  • رب أخ كنت به مغتبطا تمسكا منى بالود ولا تمسكا منى بالود ولا أحسبه يغير العهد ولا يحول عنه أبدا

  • أشد كفى بعرا صحبته أحسبه يزهد في ذى أمل ( 2 ) أحسبه يغير العهد ولا يحول عنه أبدا أحسبه يغير العهد ولا يحول عنه أبدا

فخاب فيه أملى وقد علمنا أن القرآن ليس من هذا القبيل ، بل هذا قبيل غير ممدوح ، ولا مقصود من جملة الفصيح ، وربما كان عندهم مستنكرا ، بل أكثره على ذلك .

وكذلك ( 3 ) ليس في القرآن من الموزون الذى وصفناه أو لا وهو الذى شرطنا فيه التعادل والتساوي في الاجزاء ، غير الاختلاف الواقع في التقفية .

ويبين ( 4 ) ذلك أن القرآن خارج عن الوزن الذى بينا ، وتتم فائدته بالخروج منه .

وأما الكلام الموزون فإن فائدته تتم بوزنه .

( 1 ) س : " وذلك آخر "

( 2 ) م ، ا : " أحسبنى أزهد " .

( 3 ) م : " وليس " .

( 4 ) م : " وبين " .