اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 382
نمايش فراداده

وكذلك لم يشتبه دعاء القنوت ( 1 ) في أنه هل هو ( 2 ) من القرآن أم لا ؟

[ قيل : هذا من تخليط الملحدين ، لان عندنا أن الصحابة لم يخف عليهم ما هو من القرآن ] ( 3 ) .

ولا يجوز أن يخفى عليهم القرآن من غيره : وعدد السور عندهم محفوظ مظبوط .

وقد يجوز أن يكون شذ عن مصحفه ، لا لانه نفاه من القرآن ، بل عول على حفظ الكل إياه .

على أن الذى يروونه خبر واحد ، لا يسكن إليه في مثل هذا ، ولا يعمل عليه .

ويجوز أن يكتب على ظهر مصحفه دعاء القنوت لئلا ينساه ، كما يكتب الواحد منا بعض الادعية على ظهر مصحفه .

وهذا نحو ما يذكره الجهال : من اختلاف كثير بين مصحف ابن مسعود ، وبين مصحف عثمان رحمة الله عليهما .

ونحن لا ننكر أن يغلط في حروف معدودة ، كما يغلط الحافظ في حروف وينسى ، وما لا نجيزه ( 4 ) على الحفاظ مما لم نجزه عليه . ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا ، لكانت الصحابة تناظره علىذلك ، وكان يظهر وينتشر ، فقد تناظروا في أقل من هذا ، وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل ، فكيف يجوز أن يقع التخفيف فيه ؟

! وقد ( 5 ) علمنا إجماعهم على ما جمعوه في المصحف ، فكيف يقدح بمثل ( 6 ) هذه الحكايات الشاذة المولدة ( 7 ) في الاجماع المقرر ، والاتفاق المعروف ؟ !

ويجوز ( 8 ) أن يكون الناقل اشتبه ( 9 ) عليه ،

( 1 ) م " هل بين من القرآن هذا من تخليط الملحدين "

( 2 ) اشتبه ذلك على أبى فزاده في مصحفه على أنه قرآن ، لانه - كما قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص 33 - " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به في الصلاة دعاء دائما ، فظن أنه من القرآن ، وأقام على ظنه ، ومخالفة الصحابة جميعا ، كما أقام على التطبيق "

( 3 ) الزيادة من ا ، ب

( 4 ) ك : " وما لا يجيزه " م " وما لا يجيزه الحفاظ منا لم نجزه عليه "

( 5 ) م : " لقد "

( 6 ) م : " تقدح مثل "

( 7 ) م " الشاذة المؤلفة " .

س " بالاجماع "

( 8 ) م " فيجوز "

( 9 ) كذا في ا ، م ، ك .

وفى س " أشبه "