إسلام و متطلبات العصر أو درو الزمان و المکان فی الاستنباط

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 125/ 72
نمايش فراداده

تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة»..(1)

فلنستعرض مثالاً نبين فيه دور الزمان في كشف اللثام عن مفهوم الآية.

إنّّه سبحانه يصف عامة الموجودات بالزوجية من دون فرق بين ذي حياة وغيره، يقول: (*وَمِنْ كُلِّ شَيء خَلقْنا زَوجَينِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون*)(2).

و قد شغلت الآية بال المفسرين و فسّروه بما وصلت إليه علومهم، قال الراغب في تفسير الآية: «وفي الآية تنبيه على أنّ الأشياء كلّها مركبة من جوهر وعرض، ومادة وصورة، وان لا شيء يتعرّى من تركيب يقتضي كونه مصنوعاً وأنّه لابدّ له من صانع، تنبيهاً على أنّه تعالى هو الفرد، فبيّن أنّ كلّ ما في العالم زوج، حيث إنّ له ضداً أو مثلاً ما، أو تركيباً ما، بل لا ينفك بوجه من تركيب وإنّما ذكرها هنا زوجين، تنبيهاً على

1 . الكافي :2/599، كتاب القرآن. 2 . الذاريات: 49.