شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 159
نمايش فراداده

حديث من عفى عن دم

وبه ( عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عفى عن دم ) أي د مسلم يستحق أن يقتص منه ( لم يكن له ثواب إلا الجنة ) أي دخولها أوليا ورواه الخطيب ، عن ابن عباس بعينه والحديث مقتبس من قوله تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وبه ( عن عطاء عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من داوم ) أي واظب ( ولازم أربعين ) ولازم أربعين يوما ( على صلاة الغدوة ) أي الصبح ( والعشاء في جماعة ) أي مع طائفة ولو واحدا ( في مسجد وغيره كتب له براءة ) ، أي ونزاهة ( من النفاق ) ، وهو أن يكون ظاهره خلاف باطنه وبراءة من الشرك أي جليه وخفيه فيكون مرجوا له حسن الخاتمة .

فضيلة التكبيرة الأولىولعل

الحكمة في عدد الأربعين أن الملازمة للطاعة في الدين إذا استمرت في هذه المدة المبينة ، فالغالب أن يتلذذ بالعبادة ، ويذهب عنه كلفة المجتهدين فتحصل له الاستقامة والله الموفق والمعين : وللأربعين حكم كثيرة وليس هذا محل بسطها وإنما خص الصلاتين لأنهما وقت الراحة ومحل الاستراحة فإذا داوم الشخص على ما هو أشق على النفس فبالأولى أن لا يترك الأهون ، وأيضا كان المنافقون لا يحضرونها حيث لا سمعة ولا رياء فيهما ، ويؤيده ما رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه وابن حبان ، والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا :