شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 190
نمايش فراداده

يعني مولى عبد الله بن عباس أصله من البربر ، وهو أحد فقهاء مكة وتابعيها ، سمع ابن عباس وغيره من الصحابة ، وروى عنه خل كثير ، مات سنة سبع ومائة ، وله ثمانون سنة ، ( ومكحولا ) وهو ابن عبد الله الشامي من سبى كابل وكان معلما للأوزاعي .

قال الزهري : العلماء أربعة ابن المسيب بالمدينة ، والشعبي بالكوفة ، والحسن البصري بالبصرة ، ومكحول بالشام ، ولم يكن في زمان مكحول أبصر بالفتيا منه ، وكان لا يفتي حتى يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا رأيي والرأي يخطئ ويصيب ، وروى عن جماعة ، وعنه خلق كثير ، مات سنة ثمان عشرة ومائة ( وعبد الله ابن دينار والحسن البصري ) ، وهو ابن أبي الحسن أبي سعيد مولى زيد ين ثابت ولد الحسن بسنتين بقيتا من خلافة عمر بالمدينة ، وحنكه عمر بيده ، وكانت أمه تخدم أم سلمة أم المؤمنين ، فربما غابت فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجئ أمه فيدر عليه ثديها فيشربه وكانوا يقولون :

إن الذي بلغه الحسن من الحكمة كان من بركته ، وقدم البصرة بعد مقتل عثمان ورأى عثمان وقيل إنه لقي عليا بالمدينة ، وأما بالبصرة فإن رؤيته إياه لم يصح لأنه كان في وادي القرى متوجها نحو البصرة حين قدم علي بن أبي طالب البصرة وروى عن سبعين من الصحابة ، وروى عنه خلق كثير من التابعين وهو إمام وقته في كل فن وعلم وزهد وورع وعبادة ، مات في رجب سنة عشرة ومائة .

( وعمرو بن دينار وأبا الزبير وعطاء ) تقدم ذكرهم ( وقتادة ) أي ابن دعامة السدوسي الأعمر الحافظ قال بكر بن عبد الله المزني : من أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى قتادة .