( أبو حنيفة عن الحكم عن القاسم بن محمد ) مر ذكره ( عن شريح ) بالتصغير ( بن هانئ ) يهمز في آخره ، وهو أبو المقدام الحارثي ، أدرك زمن النب صلى الله عليه وسلم وكنى عليه الصلاة والسلام إياه هانئ بن زيد فقال : أنت أبو شريح ، وشريح من أجلة أصحاب علي ( رضي الله عنه ) وقد ظهرت فتواه في زمان الصحابة ولذا عده بعضهم في الصحابة .
وقد روى عنه ابنه المقدام ( عن علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم يمسح المسافر على الخفين ثلاثة أيام ولياليها ) أي وقت الحدث بعد اللبس على طهارة كاملة ، والمقيم يوما وليلة ، وقد سبق الكلام عليه مرة بعد مرة .
وبه ( عن الحكم عن القاسم ، عن شريح قال : سألت عائشة أمسح على الخفين ) أي أمسح عليهما ؟ قالت : المسح على الخفين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كانت تعرفه أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كانت تعرفه من أصحاب علي ، أو كان السؤال في زمن فيه علي كرم الله وجهه أعلم من هنالك ( قالت : ايت عليا ) أي احضر .
( فأسأله ) يحتمل اللغتين ، والقراءتين فيه ( فإنه كان ) أي علي ( يسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وفيه تنبيه على أن غالب مسحه عليه الصلاة والسلام ، كان في السفر ، ولم تدر عائشة أنه مسح في الحضر فضلا عن غيره ( قال شريح : فأتيت عليا ) أي فسألته ( فقال لي : امسح ) ، أي لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح أو يأمر بالمسح ، وظاهره الإطلاق الشامل للحضر والسفر ، كما يستفاد صريحا من الحديث الذي تقدم .