شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 28
نمايش فراداده

وفي رواية فوفقني للخير ( حيث كان ) الخير ( ثم رضني به ) بتشديد الضاد المكسورة أي أرضني كما في رواية ، والحديث بطوله في البخاري والأربعة عن جابر ورواه ابن حيان ، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، والحاكم ، عن أبي أيوب بروايات مختلفة وعبارات مؤتلفة ، وقد بسطت الكلام عليها في الحرز الثمين شرح حصن الحصين .

وقد روى الحاكم والترمذي ، عن سعيد بن أبي وقاص مرفوعا من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن شقاوته تركه استخارة الله تعالى .

وروى الطبراني في الأوسط عن أنس ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار ، وقال بعض الحكماء : من أعطي أربعا لم يمنع أربعا من أعطي الشكر لم يمنع المزيد ، ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول ، ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخير ومن أعطي المشورة لم يمنع الصواب .

وبه ( عن حماد عن إبراهيم ، عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل يبقى أحد من الموحدين ) أي المؤمنين ، أو غير المشركين ليشتمل الموحدين من أهل الجاهلية ( في النار ) أي في قعر دار البوار معذبا على وجه الإكثار ( قال : نعم ) يبقى ( رجل يكون في قعر جهنم ينادي بالحنان المنان ) إما بطريق الثناء ، وإما على وجه النداء وهما بتشديد النون فيهما للمبالغة من الحنان بالخفة وهو الرحمة ومن المنة بمعنى العطية ، وبمعنى الامتنان فإنه يمن على عباده بالنعمة كقوله تعالى : ( بل الله يمن عليكم ) الآية وعن علي كرم الله وجهه :