شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 301
نمايش فراداده

شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ( فيؤتى بهم نهرا ) بفتح الهاء ، وسكون الراء أي نهر من أنهار الجنة ( يقال له الحيوان ) بفتح الياء ، أي نهر الحياة الأبدية والعيشة السرمدية ( فيغمسون فيه ) ليذهب عنهم جميع ما يكرهون من سواد اللون ونتن الريح ، ونحو ذلك ، ( ثم يدخلون الجنة ) أي جردا مردا مطهرين ( فيسمون ) بفتح الميم المشددة أي فيقال لهم في الجنة الجهنميين لكتابة هؤلاء عتقاء الله من النار على جباههم ، ( ثم يطلبون إلى الله تعالى ) أي متضرعين الله أن يذهب عنهم ما يعرفون به ، ( فيذهب عنهم ذلك الاسم ) برفع الكتابة المعهودة من سورة الجسم .

( وفي رواية قال : يخرج الله قوما من أهل النار ) أي عصاة ( من أهل الإيمان ) وهو طائفة من أهل السنة والجماعة ( والقبلة ) يشتمل سائر أهل البدعة ( بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ) أي العامة ، ( وذلك ) أي المقام ( هو المقام المحمود ) عند الملك المعبود حتى فسر بجلوسه على الكرسي والعرش وبه يغبطه الأولون والآخرون ( فيؤتى بهم ) أي بذلك القوم بعد قبول الشفاعة في حقهم نهرا يقال له : الحيوان على سبيل المبالغة فيلقون وهم كالفحم ( فينبتون ) أي فيتغير به أحوالهم وألوانهم وأشكالهم ( كما ينبت الشعارير ) بفتح المثلثة والعين المهملة صغار القثاءة شبهوا بها لأنها تنبت سريعا ( ثم يخرجون عنه ) بصيغة المعلوم والمجهول ، وكذا في قوله : ( ويدخلون الجنة فيسمون الجهنميين ، ثم يطلبون إلى الله ) ، أي يدعونه ( أن يذهب عنهم الاسم فيذهب عنهم ) بصيغة المعروف ، أو ضده .