شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 323
نمايش فراداده

قال الجامع : ( وروت جماعة هذا الحديث عن أبي حنيفة ، عن أبي سفيان عن يزيد ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ) أي إخبارا عن فعله عليه الصلاة والسلام ( قيل ) : أي قا بعض المحققين من المحدثين : ( وهو ) أي هذا السنة ( هو الصواب ، لأن هذا الخبر مشهور عن عبد الله بن مغفل ) أي لا عن أبيه وفيه أنه يكون الحديث بالسند منقطعا وهو حجة عندنا إذا كان رجاله ثقة ، ثم هو معارض بما وقع صريحا عن ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .

وفي رواية جهر قال : الحاكم : صحيح بلا علة ، وصححه الدارقطني ، وهذان الحديثان أمثل حديث في الجهر .

قال بعض الحفاظ : ليس حديث صريح في الجهر إلا وفي سنده مقال عند أهل الحديث ثم إن تم فهو محمول على وقوعه أحيانا في أول الأمر ليعلمهم أنها تقرأ فيها ، ولهذا ما ورد الجهر بها عن الخلفاء ، وإنما أوجب الحمل لصريح رواية مسلم عن أنس : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، لم يرد به نفي القراءة ، كما تعلق مالك بهذه الرواية ، بل المراد نفي السماع للإخفاء بدليل ما صرح به عن أنس فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ، رواه أحمد والنسائي بإسناد على شرط الصحيح .

وعنه : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكلهم يخفون بسم الله الرحمن الرحيم ، رواه ابن ماجه وروى الطبراني عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسمالله الرحمن الرحيم ، وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا ومن تقدم من التابعين ذكر إسناده عن سفيان بن طلحة بن زياد ذكر إسناده عن سفيان بن طلحة بن زياد وهو من أكابر التابعين . أبو حنيفة ( عن أبي سفيان عن أنس قال : احتجم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما قال : " أفطر الحاجم والمحجوم " )