شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 335
نمايش فراداده

أخبرني عن الإيمان ) أي عن المؤمن به إجمالا ( قال : " أن تؤمن بالله " ) أي بذاته وصفاته ( وملائكته وكتبه ورسله ولقائه " ) أي بالقبر أو البعث ، أو برؤيته في الجنة ( واليوم الآخر ) من حشره ونشره ( والقدر خيره وشره ) أي حلوه ومره ونفعه ، وضره ( من الله ) أي من قضائه وأمره بحيث لا يتصور تغيره بغيره ، ( فقال : صدقت ، قال : فعجبنا من تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله : صدقت ) تفسير لما قبله ، ( كأنه يعلم ) أي الحكم عيانا ويسأل عنه امتحانا ، وقال : ( فأخبرني عن شرائع الإسلام ) أي فرائضه وأركانه ( ما هي ؟ ) أي التي مدارها عليها وأساسها لديها ورجوع سائرها إليها ( قال : " إقام الصلاة " ) أي إقامتها بشرائطها ، وأركانها ( وإيتاء الزكاة ) أي إعطاء ما يجب من المال لمستحقها على وجه تمليكها ، ( وحج البيت ) بفتح الحاء وكسرها أي قصد بيت الله الحرام وسائر المشاعر العظام ( لمن استطاع إليه سبيلا ) بالزاد والراحلة ذهابا وإيابا ( وصوم رمضان ) أي أيام شهره مع تعظيم أمره ورعاية قدره ، ( والاغتسال من الجنابة ) أي لجميع أعضاء بدنه .

وفي الروايات المشهورة بدل هذا الخامس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وهو كأنه أول أركانه ، وهو الموافق لما ورد في الصحيح : " بني الإسلام على خمس " الحديث ( قال : صدقت فعجبنا لقوله صدقت ) والحاصل أن السؤال الأول وجوابه تحقيق الإيمان ، وتصديقه من جهة الباطني ، والثاني انقياد الظاهر ، وهذا فرق لغوي ، وفي الاعتبار الشرعي مفهوم الإيمان والإسلام واحد ، فكل مؤمن مسلم ، كما أن كل مسلم مؤمن .