شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 339
نمايش فراداده

ولا تشربوا مسكرا

في حديث مسلم عن بريدة : كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم ، فاشربوا في كل ظرف شئتم من هذه الظروف وغيرها لأن الظرف لا يحل شيئا في الحقيقة ، ولا يحرم ، لكن بالجر إلى صورة المعصية يوجب الكراهة في قرب المعادة ، ولا تشربوا مسكرا أي ولو لم يكن خمرا .

وفي حديث مسلم عن بريدة : كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا . وفي رواية ابن ماجه عن بريدة أيضا كنت نهيتكم عن الأوعية فانبذوا ، واجتنبوا كل مسكر .

( وفي رواية ) أي لأبي حنيفة عن بريدة ( أنه قال : " إنا نهيناكم عن ثلاث ، عن زيارة القبور فزوروها ونهيناكم أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث أيام فامسكوها وتزودوا فإنما نهيناكم ليوسع غنيكم على فقيركم ونهيناكم أن تشربوا في الدباء ) أي النبيذ الكائن في الدباء بالمد ، والقصر .

وفي رواية نحوه ، وفيه : عن النبيذ ، أي نهيناكم عن الانتباذ في الدباء والختم والمزفت ، فاشربوا في كل ظرف ، ولا تشربوا مسكرا ( فاشربوا فيما بدا لكم ) أي ظهر عندكم من الظروف ( فإن الظرف ) أي جنسه ( لا يحل شيئا ولا يحرمه ، ولا تشربوا مسكرا ) فإن الله حرمه .