شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 341
نمايش فراداده

( وفي رواية لأبي حنيفة عن بريدة قال : استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه ) في زيارة قبر أمه ، ( فأذن له ، فانطلق ، وانطلق ) معه ( المسلمون حتى انتهوا إلى قريب م القبر ، فمكث المسلمون ) بضم الكاف وفتحه أي فلبثوا ( ومضى النبي صلى الله عليه وسلم ) إلى زيارة قبر أمه ، فمكث طويلا أي زمانا أو مكثا ، ( ثم اشتد بكاؤه حتى ظننا أنه لا يسكن ) أي من البكاء ، ( فأقبل وهو يبكي فقال له عمر : ما أبكاك يا نبي الله بأبي أنت وأمي ) أي أفديك بهما ( قال : " استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي فاستأذنته في الشفاعة فأبى فبكيت رحمة لها ) أي بمقتضى الطبيعة ، ( وبكى المسلمون رحمة للنبي صلى الله عليه وسلم ) أي بموجب الشريعة وهذا الحديث يبطل قول القائل : إنها من أهل الفترة وإنهم لا يعذبون في النار .

حديث عيادة الكافر وبه ( عن علقمة عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : كنا جلوسا ) أي جالسين ( عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه ) أي الحاضرين ( انهضوا ) بفتح الهاء أي قوموا بنا ( نعود جارنا اليهودي ) ، فإنه أحد الجيران الثلاثة على ما رواه البزار وأبو الشيخ في الثواب وأبو نعيم في الحلية ، عن جابر مرفوعا : الجيران ثلاثة : فجار له حق واحد ، وجار له حقان ، وجار له ثلاثة حقوق .

فأما الذي له حق واحد فجار مشرك له حق الجوار .