شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 376
نمايش فراداده

من لم يقبل عذر مسلم

يعتذر إليه فوزره كوزر صاحب مكس : وبه ( عن علقمة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يقبل عذر مسلم يعتذر إليه ) بناء على أنه واجب عليه أن يحسن الظن به في تحقيق عذره ، وتصديق أمره ( فوزره كوزر صاحب مكس ) بفتح فسكون ، أي ظلم ونقص ، وهو بهذا المعنى ، يشتمل كل معتد وجائر في حق الخلق ، لكن الصحابة رضي الله عنهم فهموا أنه عليه الصلاة والسلام أراد فردا خاصا في هذا المقام .

( فقيل : يا رسول الله ، وما صاحب مكس ، قال : عشار ) أي الظالم في أخذ عشره ، والمعتدي في حق غيره ، وإنما سمي عشارا لأنه يأخذ من الحربي الذي مر عليه في طريق التجارة عشر ماله بشروط ، ومن الذمي نصف عشره ، ومن المسلم ربع عشره ، وأما اليوم فترقى في ظلمه حتى يأخذ ربع المال ، بل ثلثه ، بل نصفه ، بل كله .

والحديث رواه ابن ماجه ، والضيا عن جودان بلفظ :

من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها ، كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس .