شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 464
نمايش فراداده

أي النبي صلى الله عليه وسلم استشهادا أو اعتضادا إ ما سبق له في أن اللائق بهم فيما بينهم أن يتأثروا في حقوق الله تعالى ، ( وليعفوا ) أي عن خصمائهم ( وليصفحوا ) أي أعرضوا عن تشنيع أفعالهم ، وعن المعالجة في تشنيع أقوالهم ، وأحوالهم ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) وهذا إعراض ، والمعنى أنكل من يحب أن يغفر الله له فليعف وليصفح عن أخيه المسلم ولذا لما نزلت الآية قال أبو بكر : بلى ورجع على مسطح بالإحسان والإكرام وعن ابن عمر قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارق ، فلما نظر إليه تغير وجهه كأنما رش على وجهه حب الرمان فلما رأى القوم شدته قالوا : يا رسول الله لو علمنا مشقته عليك ما جئناك به ، فقال : " كيف لا يشق علي وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم " رواه الديلمي .

( وفي رواية عن ابن مسعود أن رجلا أتي بابن أخ له سكران ) أي على زعم الرجل ، ( فقال ) ابن مسعود لأصحابه : ( ترتروه ) بكسر الفوقانية الثانية أمر من ترتروا السكران أي حركوه ، وزعزعوه ( ومزمزوه ) أي حركوه تحريكا عنيفا ( واستنكهوه ) أي استنشموه هل يجد منه ريح الخمر أم لا ( فترتروه ) أي بمبالغة وغيرها ، ( واستنكهوه فوجدوا منه ريح شراب ) أي خمر ، ( فأمر بحبسه فلما صحا ) أي أفاق عن سكره ، ورجع عقله إليه فضحوه ، ( دعا به ) دعا بسوط فأمر به فقطعت ثمرته ) بصيغة المجهول ، ( وذكر الحديث ) أي السابق إلى آخره .