شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 500
نمايش فراداده

أي أدخلكم على وجه الخلود ( سقرقالوا لم نك من المصلين ) أي من المسلمين الذين كانوا يصلون ( ولم نك نطعم المسكين ) أي كإطعام المؤمنين لرضاء رب العالمين ( وكنا نخوض ) أي نسرح في الأقوال الباطلة ( مع الخائضين ) أي مع المنافقين والكافرين ( وكنا نكذب بيوم الدين ) أي بوقوعه ( حتى أتانا اليقين ) أي عين اليقين ( إلى قوله ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) أي من الأنبياء والصالحين ، لو فرض أنهم يشفعون ، فكيف وهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى ، وهم من خشيته مشفقون الشفاعة برضاء الله تعالى ( وفي رواية ، عن ابن مسعود ، قال : " يعذب الله أقواما من أهل الإيمان ) أي في نار جهنم ( ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يبقى إلا من ذكر الله سبحانه وتعالى ) أي صفتهم ، والاستثناء منقطع ( ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين ) أي المنافقين .

فساد قول المرجئة

والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وكادت أن تكون متواترة ، كما أوردها شيخ مشايخنا جلال الدين السيوطي في البدور السافرة في أحوال الآخرة ، وهو مقتدى أهل السنة والجماعة . وفساق أهل الإيمان يذلهم من عذاب النيران مدة من الزمان ، ثم يدخلون الجنان فلا يخلدون في النار ، غير طوائف الكفار ، وهذا كله مستفاد من قوله ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فدل على بطلان قول الخوارج والمعتزلة ، حيث يقولون بتخليد أهل الكبائر في النا فساد قول المرجئة ، إن من قال :