ثم إني راعيت في ضبطها جهد الامكان التحفظ على نكات البحث و دقائقه من زيادة و لا نقصان ، و اتبعت سلاسة البيان لئلا يستعصى فهمها فيستشكل ، أو يؤخذ على وجهها فيستغرب ، و ربما بالغت في البسط و التوضيح حذرا من الاغلاق ، و أفردت ما خطر ببالي القاصر في صحائف مستقلة لعل التوفيق يساعدني على نشرها في مستقبل الايام .
و قد جرى ديدن المؤلفين على أن يهدوا مجهودهم إلى عظيم من عظماء عصرهم ، أو زعيم نحلتهم ، و إذ نحن لا نجد أعظم من ولي أمرنا المغيب ( عجل الله فرجه الشريف ) فمن الجدير جدا أن نرفع إلى ساحته المقدسة هذا المجهود الضئيل مترنما بقوله سبحانه : ( يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر و جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل و تصدق علينا بقبولها ان الله يجزي المتصدقين ) .
و أسأله تعالى بحق من نحن في جواره صلوات الله و سلامه عليه أن يمدني بتوفيقاته لاتمام هذا المجهود خدمة للعلم و أهله ، و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و ذخرا ليوم فقري ( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) و ينفعني به و زملائي الافاضل المثقفين ، فانه خير موفق و معين ، و هو حسبي و نعم الوكيل .
المؤلف