تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی؛ مقرر: علی التبریزی الغروی

جلد 2 -صفحه : 533/ 178
نمايش فراداده

الخارجي أعني ملاقاة النجس للماء - مثلا - فلا مناص من أن تتبع فيه البينة و ان كان مدلولا التزاميا لها إلا أن البينة انما تحكي عن ملاقاة الماء للنجس بالالتزام فيما إذا لم يكن بين الشاهد و المشهود عنده خلاف في الاسباب المؤثرة في التنجيس كما إذا كان أحدهما مقلدا للاخر أو كانا مقلدين لثالث أو مجتهدين متطابقين في الرأي و النظر و قد بنيا على نجاسة الخمر أو العصير أو على منجسية المتنجس و هكذا .

و لعل توافقهما في ذلك هو الاغلب لان استقلال الشاهد - البينة - بما لا يراه المشهود عنده مؤثرا في التنجيس قليل الاتفاق .

و كيف كان فإذا لم يكن بينهما خلاف في ذلك فاخبار الشاهد عن نجاسة شيء اخبار التزامي عن ملاقاته النجس أو المتنجس ، لانه لا معنى للمعلول من علة و هو إذا لم يعلم بسبب النجاسة على تفصيله فلا أقل من أنه عالم به على الاجمال ، لعلمه بأنه لاقى بولا أو عصيرا أو غيرهما من النجاسات و المتنجسات .

و بما انه إخبار عن الموضوع الخارجي فلا محالة تتبع فيه البينة ، لان الاخبار الالتزامي كالاخبار المطابقي حجة و مانع عن جريان الاصل العملي و هو ظاهر .

و أما إذا كان بينهما خلاف في ذلك كما إذ رأى الشاهد - البينة - نجاسة الخمر أو العصير أو منجسية المتنجس دون المشهود عنده .

و قد أخبره بنجاسة الماء من ذكر مستندها و احتملنا استناده في ذلك على ما لا يراه المشهود عنده نجسا فلا يكون أخباره هذا إخبارا عن ملاقاة الماء مع النجس بالالتزام .

نعم يدل بالدلالة الالتزامية على تحقق طبيعي الملاقاة و جامعها المردد بين المؤثر بنظر المشهود عنده و غير المؤثر .

و ظاهر ان الاثر لم يترتب على طبيعيها و انما هو مترتب على بعض أفراده و لم يخبر الشاهد عن تحقق الملاقاة المؤثرة لا بالمطابقة - و هو ظاهر - و لا بالالتزام و بالجملة ان الالفاظ انما وضعت الدلالة على ما أراد المتكلم تفهيمه و لا دلالة في كلام