أنصاف فی مسائل دام فیها الخلاف

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 536/ 192
نمايش فراداده

تمهيد

البسملة في اللغة والاصطلاح

البسملة في اللغة والاصطلاح: قول بسم اللّه الرّحمن الرحيم، يقال بَسْمَل بَسْمَلة: إذا قال أو كتب «بسم اللّه»، يقال: أكثر من البسملة، أي أكثر من قول بسم اللّه.(1)

البسملة هي سمة المسلمين حيث لا يستفتحون بشيء إلاّ بعد ذكر بسم اللّه الرحمن الرّحيم، وهي آية التوحيد وسبب نفر المشركين، يقول سبحانه: (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا للرَّحمن قالُوا وَمَا الرحمنُ أنسجُدُ لِما تأمُرنا وَزادَهُمْ نُفُوراً).(2)

وقد كان شعار المشركين في عصر الجاهلية قولهم: «باسمك اللهم» وكانوا يستفتحون بذلك كلامهم. وقد آل الأمر في صلح الحديبية إلى كتابة وثيقة صلح بين الطرفين، أمرَ النبي عليّاً ـ عليه السَّلام ـ أن يكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم، فكتب علي وفق ما أُمِر، فقال سهيل مندوب قريش:لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم.(3)

فالبسملة هي الحد الفاصل بين الإسلام والشرك، وبها يميّز المؤمن عن

1 . لسان العرب والمصباح المنير: مادة بسملة.2 . الفرقان:60.3 . سيرة ابن هشام:2/317.