لا؟الظاهر وقوعه و هو أدلّدليل على إمكانه الوقوعي، ويجده المتتبع في كلمات الأُدباء، و إليك نماذج منها.
يقول الشاعر في مدح النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ
المُرْتمي في الدجى، و المُبتلى بِعَمى * و المُشتكي ظَمأًوالمبتغي دَيْنا
يأتون سَدَّته من كلّناحية * و يستفيدون من نعمائه عيناً
فاستعمل الشاعر لفظ «العين» في الشمس.و البصر، و الماء الجاري،والذهب، حيث إنّالمرتمي (المرميّ) في الدجى، يتطلب الضياء، و المبتلى بالعمى «يتطلب العين الباصرة، والإنسان الظمآن يريد الماء، و المستدين يطلب الذهب.
وهناك شاعر آخر يشتكي طول ليلته و أنّه لا فجر لها، كما يشتكي الدماميل في بدنه، لا تنفتح حتى يخرج قيحها، فيطلق كلمة الفجر على فجر الصبح، و انفتاح الدماميل و يقول: «ما لليلي و مالها فجر».
والضمير في «لها» يعود إلى الدماميل المذكور قبل هذا.
وهناك شاعر ثالث ملقّب بسراج الدين، يمدح صديقيه الملقّبين بـ «شمس الدين» و «بدر الدين»و يرى نفسه ضئيلاً دونهما، كما أنّ السراج ضئيل دون الشمس و القمر، فيطلق الشمس والقمر و السراج ويريد من الأوّلين النيّرين تارة، و صديقيه أُخرى، كما يريد من السراج المصباح تارة، و نفسه ـ الملقّب بسراج الدين ـ أُخرى، و يقول:
و لمّا رأيتُالشمس والبدرَ معاً * قد انجلتْ دونهما الدياجي
حقّرتُ نفسي و مضيت هارباً * و قلت ماذا موضعُ السراج
ولو أُريد أحد المعنيين، لذهب رونق الشعر و سقط عن مقامه.