محصول فی علم الأصول

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 509/ 155
نمايش فراداده

لا؟الظاهر وقوعه و هو أدلّدليل على إمكانه الوقوعي، ويجده المتتبع في كلمات الأُدباء، و إليك نماذج منها.

يقول الشاعر في مدح النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ

المُرْتمي في الدجى، و المُبتلى بِعَمى * و المُشتكي ظَمأًوالمبتغي دَيْنا

يأتون سَدَّته من كلّناحية * و يستفيدون من نعمائه عيناً

فاستعمل الشاعر لفظ «العين» في الشمس.و البصر، و الماء الجاري،والذهب، حيث إنّالمرتمي (المرميّ) في الدجى، يتطلب الضياء، و المبتلى بالعمى «يتطلب العين الباصرة، والإنسان الظمآن يريد الماء، و المستدين يطلب الذهب.

وهناك شاعر آخر يشتكي طول ليلته و أنّه لا فجر لها، كما يشتكي الدماميل في بدنه، لا تنفتح حتى يخرج قيحها، فيطلق كلمة الفجر على فجر الصبح، و انفتاح الدماميل و يقول: «ما لليلي و مالها فجر».

والضمير في «لها» يعود إلى الدماميل المذكور قبل هذا.

وهناك شاعر ثالث ملقّب بسراج الدين، يمدح صديقيه الملقّبين بـ «شمس الدين» و «بدر الدين»و يرى نفسه ضئيلاً دونهما، كما أنّ السراج ضئيل دون الشمس و القمر، فيطلق الشمس والقمر و السراج ويريد من الأوّلين النيّرين تارة، و صديقيه أُخرى، كما يريد من السراج المصباح تارة، و نفسه ـ الملقّب بسراج الدين ـ أُخرى، و يقول:

و لمّا رأيتُالشمس والبدرَ معاً * قد انجلتْ دونهما الدياجي

حقّرتُ نفسي و مضيت هارباً * و قلت ماذا موضعُ السراج

ولو أُريد أحد المعنيين، لذهب رونق الشعر و سقط عن مقامه.