واخبرني سماحة السيّد ضياء الدين الإشكوري انه حَضَرَ لدى السيّد، وسمعه يُبدي اهتماماً بليغاً بكتاب -مجمع الرجال- للقهبائي لاحتوائه على منقولات قيّمة عن -حلّ الإشكال- للسيّد ابن طاوُس .
اقول:
واعتقدُ انّ اهتمام السيّد إنّما كانَ لأحد امرين على وجه منع الخلوّ:
الأوّل:
التعليقات القيّمة التي احتواها الكتاب وهي لاستاذ المؤلّف المولى عبد الله بن الحسين التُستري، الذي كان قد اطّلع على كتاب -حلّ الإشكال- للسيد ابن طاوُس، ونقل القهبائي فوائده برمز (ع ) في هوامش المجمع .
الثاني:
لاحتوائه على كتاب ابن الغضائري الذي نقله التُستري من متن -حلّ الإشكال- واثبته القهبائي في مجمع الرجال كاملاً موزّعاً على الحروف.
ومهما يكن فإنّ كتاب مجمع الرجال لم يطبع إلاّ بعد وفاة السيّد البُروجِرديّ بفترةٍ.
بتحقيق العلامة الاصفهاني .
وحكم على المؤلّف بانّه كانَ مُسارعاً في التضعيف.
وقد عرفتَ انّ الأصحاب قد ارتبكوا في الحكم على هذا الكتاب ومؤلّفه وقد فصّلنا الحديثَ عنه في مقدّمتنا الضافية للنسخة المحقّقة منه، وفّقنا اللهُ لإصدارها.
وامّا رجال الزُراريّ:
فقد نقل عنه السيّد بعض مطالبه بالواسطة، كما يظهر من تعبيره عند ذلك -بالمحكيّ عنه-(68).
وكذلك رجال البَرقيّ:
لم نجد له ذكراً عند السيّد، لا في الفقه ولا في الموسوعة، ممّا يدل على عدم وجوده عنده.
وسنقف على مراجعات السيّد إلى الكتب الرجاليّة في غُضون دراستنا هذه.
ثانياً:
اسانيد الروايات والذي حصلَ لنا من كلماته هذه، ومراجعاته التالية، هو انّه يعتقدُ بعدم كفاية هذه الكتب لتكونَ منهلاً وافياً جامعاً لأسماؤ كلّ الرواة، ولا لشرح احوالهم ومعرفة شؤونهم.
ولذلك لجأ السيّد إلى -مَنْهلٍ- اَخرَ، اوسعَ مساحةً، واغزرَ مادّةً، واكثرَ عمليّةً، واقوى دلالة وحجيّة، وهي -الأسانيدُ- الحاضرةُ في كتب الحديث المعتمدة، حيث تحتوي على اسماء الرواة كلّهم، وتؤدّي دوراً عظيماً في التعرف عليهم.
(68) لاحظ: ترتيب اسانيد الكافي (ص).