وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 115
نمايش فراداده

الأميني ـ في كتاب الغدير ـ اثنين و عشرين حديثاً حول هذا الموضوع، و ذكر السمهودي ـ في كتابه ج 4 ص 1336 ـ سبعة عشر حديثاً و تحدَّث عن أسنادها و رواتها بما لا مزيد عليه.

فإذا كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قد دعا الناس إلى زيارة قبره الشريف، فإنّما هو لما فيها من النتائج والآثار و الفوائد المادّية و المعنويّة المقرونة بزيارته و زيارة سائر الشخصيات الدينية.

إنّالمسلمين بسبب زيارة قبر النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتعرِّفون على مركز الإسلام و على الحوادث الّتي حدثت و تحدث فيه، و من هناك يكتسبون العلوم و المعارف الإسلامية و يحملونها معهم إلى أطراف الكرة الأرضية.

أدلَّة الوهّابيّين على حرمة السفر لزيارة القبور

إنّ الوهّابيّين ـ على ما يبدو ـ يُجوّزون أصل الزيارة، ولكنّهم يحرّمون السَّفر بهدف الزيارة.

يقول محمّد بن عبدالوهّاب ـ في الرسالة الثانية من رسائل الهديَّة السنيّة ـ :

«تُسنُّ زيارة النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلاّ أنّه لا يُشدّ الرحال إلاّ لزيارة المسجد و الصلاة فيه».

و الدليل الّذي يتمسّكون به في تحريم الزيارة هو الحديث المروىّ عن أبي هريرة!! أنّه قال: قال رسول اللّه:

«لا تُشَدُّ الرحال إلاّ إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: مَسْجِدي هذا وَ مَسْجِدِ الْحَرامِ وَمَسْجِد الأقصى».

و روي هذا الحديث بصورة أُخرى، و هي: