إنّ هذه الآية تدعو إلى اتّخاذ «الوسيلة» في كلّ المجالات بصورة عامّة.
و السؤال: ماهي «الوسيلة»؟
الجواب: لم تذكرها الآية الكريمة، و لا شك أنّ أداء الفرائض الدينية هي من وسائل الفلاح والنجاة، و لكن لا شكّ أيضاً أنّ «الوسيلة» غير منحصرة في ذلك، بل ـ و بالاعتماد على سيرة المسلمين طوال التاريخ ـ إنّ من «الوسيلة» التوسّل بأولياء اللّه الصالحين، و أنّه من وسائل الفوز والفلاح و قضاء الحوائج و تحقيق الآمال، و يتجلّى هذا ـ بوضوح فيما ذكرنا من كلام إمام المالكية مع المنصور العبّاسي، و توسّل عمر بن الخطّاب بالعبّاس للاستسقاء و غير ذلك.
قبل كلّ شيء نذكر تعريفاً للنذر فنقول:
«النذر»: إلزام الإنسان نفسه بأداء شيء معيَّن إذا تحقّق هدفه و قُضِيَتْ حاجته، فيقول: للّه عَلَىَّ أن... (و يذكر نذره) إذا كان.... و يذكر حاجته.
مثلا يقول: للّه عَلَىَّ أَنْ أَخْتِم الْقُرآنَ إذا نَجَحْتُ في الاْمْتِحاناتِ الدِّراسِيَّة.
هذا هو النذر الشرعي، و يجب أن يكون للّه فقط، فإذا قال الناذر: نذرتُ لفلان، ففي قوله مَجازٌ، و المعنى: نذرتُ للّه على أنْ يكون ثوابه لفلان. و ثواب النذر يقع على ثلاثة أقسام:
1ـ أن يكون الثواب لنفس الإنسان الناذر.
2ـ أن يكون لشخص حىّ.
3ـ أن يكون لشخص ميّت.
فقد يُخصِّص الإنسان الناذر ثواب نَذره لنفسه، أو لشخص حىّ ـ واحداً كان أو أكثر ـ أو لشخص ميّت ـ واحداً كان أو أكثر ـ .