وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 152
نمايش فراداده

إنّ هذه الآية تدعو إلى اتّخاذ «الوسيلة» في كلّ المجالات بصورة عامّة.

و السؤال: ماهي «الوسيلة»؟

الجواب: لم تذكرها الآية الكريمة، و لا شك أنّ أداء الفرائض الدينية هي من وسائل الفلاح والنجاة، و لكن لا شكّ أيضاً أنّ «الوسيلة» غير منحصرة في ذلك، بل ـ و بالاعتماد على سيرة المسلمين طوال التاريخ ـ إنّ من «الوسيلة» التوسّل بأولياء اللّه الصالحين، و أنّه من وسائل الفوز والفلاح و قضاء الحوائج و تحقيق الآمال، و يتجلّى هذا ـ بوضوح فيما ذكرنا من كلام إمام المالكية مع المنصور العبّاسي، و توسّل عمر بن الخطّاب بالعبّاس للاستسقاء و غير ذلك.

(إنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنٌ شاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبيلا ).

الفصل الثامن

النذر لأهل القبور

قبل كلّ شيء نذكر تعريفاً للنذر فنقول:

«النذر»: إلزام الإنسان نفسه بأداء شيء معيَّن إذا تحقّق هدفه و قُضِيَتْ حاجته، فيقول: للّه عَلَىَّ أن... (و يذكر نذره) إذا كان.... و يذكر حاجته.

مثلا يقول: للّه عَلَىَّ أَنْ أَخْتِم الْقُرآنَ إذا نَجَحْتُ في الاْمْتِحاناتِ الدِّراسِيَّة.

هذا هو النذر الشرعي، و يجب أن يكون للّه فقط، فإذا قال الناذر: نذرتُ لفلان، ففي قوله مَجازٌ، و المعنى: نذرتُ للّه على أنْ يكون ثوابه لفلان. و ثواب النذر يقع على ثلاثة أقسام:

1ـ أن يكون الثواب لنفس الإنسان الناذر.

2ـ أن يكون لشخص حىّ.

3ـ أن يكون لشخص ميّت.

فقد يُخصِّص الإنسان الناذر ثواب نَذره لنفسه، أو لشخص حىّ ـ واحداً كان أو أكثر ـ أو لشخص ميّت ـ واحداً كان أو أكثر ـ .