وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 234
نمايش فراداده

إنّ ظاهر هذه الآية يدلّ على أنّ بإمكان النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الّذي يعيش في هذه النشأة الطبيعية أن يتّصل بالأنبياء الذين يعيشون في النشأة الأُخرى، كي يثبت للمشركين أنّ جميع الأنبياء ـ و في كلّ العصور ـ كانوا يدعون إلى توحيد اللّه و عبادته.

د ـ سلام القرآن على الأنبياء

إنّ القرآن الكريم يُسلّم على الأنبياء، في مواضع متعدّدة، و لا شكّ أنّ هذا السلام ليس سلاماً سطحياً أجوف، بل هو سلام حقيقىّ و تحية جِدّية يوجّهها القرآن إلى أنبياء اللّه و رسُله.

و من غير الإنصاف أن يحاول أحدٌ تفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً سطحياً سَخيفاً، يتحوَّل إلى مجموعة ألفاظ فارغة جوفاء.

نعم إنّ المادّيين ـ الذين لا يعتقدون بالروح و المعنويّات ـ يبعثون السلام و التحية إلى قادتهم وشخصيّاتهم، في عبارات جوفاء.

لكن لا يصحّ لنا أن نفسِّر المفاهيم القرآنية ـ النابعة من الحقيقة و الواقع ـ تفسيراً مادّياً، بأن نقول: إنّ كافّة التحيّات في القرآن ـ والتي نتلوها في آناء الليل و أطراف النهار ـ ليست إلاّ مُجاملات جوفاء و في مستوى تحيّات المادّيين.

انظر إلى القرآن كيف يُسلّم على الأنبياء:

1ـ (سَلامٌ عَلى نُوح في العالَمينَ).

2ـ (سَلامٌ عَلى إِبْراهيمَ).