4ـ يروي القرآن الكريم عن أولاد يعقوب ـ عليه السلام ـ أنّهم طلبوا من أبيهم أن يستغفر اللّه لهم، فلبّى النبىّ يعقوب طلبهم، و وفى بوعده، قال تعالى:
(قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْلَنا ذُنوبَنا إنّا كُنّا خاطِئينَ * قالَ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي...)(1).
إنّ كلّ هذه الآيات تدلّ على أنّ طلب الدعاء من الأنبياء و الصالحين ـ الّذي هو طلب الشفاعة أيضاً ـ لا يتنافى مع الأحكام الشرعية و القواعد و الموازين الإسلامية.
أيّها القارئ الكريم: هناك أحاديث كثيرة بشأن طلب الدعاء من الأولياء الصالحين، و قد صَرفنا النظر عن ذكرها مراعاةً للاختصار.
روى الترمذي ـ في صحيحه ـ عن أَنس أنه قال:
«سَأَلْتُ النَّبيَّ أنْ يَشْفَعَ لي يَوْمَ الْقيامَةَ فَقالَ: أَنا فاعِلٌ، قُلْتُ: فَأَينَ أطْلُبُكَ؟ قالَ: عَلى الصِّراط»(2).
و يأتي سواد بن قارب إلى رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يطلب منه الشفاعة في أبيات أنشَدَهن... و منها:
فكن لي شفيعاً يومَ لا ذو شفاعة بمُغن فتيلا عن سواد بن قارِبِ(3)
1. يوسف: 97 ـ 98.2. سنن الترمذي: 4 / 42، باب ما جاء في شأن الصراط.3. الدرر السَّنيّة لزيني دحلان: 29.