وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 253
نمايش فراداده

و جاء في التاريخ: أنّ رجلا اسمه «تُبَّع» كان قبل النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأكثر من ألف سنة، و كان قد بلغه أنّ نبىّ آخر الزمان سوف يظهر من مكّة، فكَتب كتاباً و دفعه إلى بعض أقربائه، كي يُسلّموه إلى رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و ذكر فيه إسلامه و إيمانه و أنّه من أُمّة رسول اللّه، و جاء فيه:

«فَاِنْ لَمْ أُدْرِكْكَ فَاشْفَعْ لي يَوْمَ القِيامَة وَ لا تَنْسني».

و مات الرجل و كان الكتاب ينتقل من واحد لآخر حتى بُعث النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فلما وصَل الكتاب بيده قال ـ ثلاث مرّات ـ :

«مَرْحَباً بِالأَخِ الصّالِحِ»(1).

فإذا كان طلب الشفاعة شركاً باللّه، لما عبَّر النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن تُبَّع بــ «الأخ الصالح» و لما قال ثلاثاً: «مرحباً».

هذه بعض الأحاديث الّتي تثبت جواز طلب الدعاء و الشفاعة من رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حياته الكريمة.

4ـ طلب الشفاعة بعد الموت

و يُستفاد من مجموعة من الروايات أنّ الصحابة كانوا يطلبون الشفاعة من رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعد وفاته، و إليك بعض النماذج:

1ـ قال ابن عبّاس: لمّا فرغ أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ من تغسيل النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال:

1. المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 16; بحارالأنوار: 15 / 224.