اللّه تعالى، ذلك لأنّ الكون كلَّه دليل على وجوده سبحانه. يقول الشاعر:
و في كلّ شيء له آيةٌ تَدلُّ على أنّه واحدُ
كما أنّه ليس هناك من يقول: إنّ تعظيم كلّ ما هو موجود في الكون دليل على التقوى، و إنّما المقصود هو تعظيم شعائر دين اللّه، و لهذا يقول المفسّرون ـ في هذه الآية ـ : إنّ كلمة «شعائر اللّه» معناها معالم دين اللّه.(1)
و إذا كان «الصفا و المروة» و كذلك البعير الّذي يُساق إلى منى للنحر من شعائر اللّه(2) فإنّما هو بسبب كونها من معالم الدين الحنيف، و إذا كانت «المزدلفة» تُسمّى بـ «المشعر» فإنّما هو بسبب كونها من علامات دين اللّه تعالى، و أنّ الوقوف في المشعر دليل على طاعة اللّه سبحانه.
و إذا كانت «مناسك الحج» تسمّى بالشعائر فإنّما هي لكونها علامات للتوحيد و الدين الحنيف.
و خلاصة القول: إنّ كلّ ما هو شعيرة لدين اللّه فإنّ تعظيمه ممّا يُقرّب إلى اللّه تعالى.
و ممّا لا شكّ فيه أنّ الأنبياء و أولياء اللّه تعالى هم من أكبر و أبرز علامات دين اللّه، إذ أنّهم كانوا خير وسيلة لإبلاغ رسالة اللّه و نشره بين الناس.
إنّ من الثابت لدى كلّ منصف أنّ وجود النبي و الأئمة الطاهرين ـ عليهم السلام ـ هو
1. تفسير مجمع البيان: 4/83 ، طبعة صيدا، و غيره.2. ألف/ قوله تعالى: (إنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ)البقرة: 158.ـ ب/ قوله تعالى:(و البُدْنَ جعلناها لكم من شعائر اللّه) الحج: 36.