وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 299
نمايش فراداده

فكيف يجوز الحكم بأنّ الحلف بغير اللّه شرك و حرام، مع هذه الآيات القرآنية الزاخرة بذلك؟!

فإن قال قائل: إنّ هذا القَسَم خاصٌّ باللّه سبحانه.

فالجواب كلاّ... إنّ القرآن كتابُ هداية للبشر، و الناس يتّخذونه قدوة و أُسوة، فلو كان هذا النوع من الحلف حراماً على عباد اللّه، لكان المفروض أن يُحذّر منه القرآن و يذكر بأنّ هذا القَسم هو من خصائص اللّه تعالى، و عدم ذِكر ذلك دليلٌ على عدم اختصاصه به سبحانه.

و قد قال بعض مَن لا ذَوق له ـ ممّن يجهل أهداف القرآن ـ بأنّه يمكن أن يكون ما يصدر من اللّه جميلا، و صدور نفس ذلك الشيء من غيره قبيحاً؟!

و الجواب على هذا واضح، لأنّ الحلف بغير اللّه لو كان شركاً و تشبيهاً لغير اللّه باللّه،

فلماذا صَدر هذا الشِّرك ـ الصغير أو المطلق ـ من اللّه تعالى؟!

أيصحّ أن يجعل اللّه لنفسه شريكاً، و يمنع غيره من ارتكاب مثل هذا الشِّرك؟!

الدليل الثاني:

لقد حَلف النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بغير اللّه في موارد عديدة منها :

1 روى مسلم في صحيحه:

«جاء رَجُلٌ إلَى النَّبىّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللّه أَىُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْراً؟ فَقال: أَما ـ