المصلحة الإسلامية هي الوضع الأفضل للإسلام باعتباره دعوة ومبدأ وقاعدة للدولة ، والوضع الأفضل للمسلمين بوصفهم أُمّة لها جانبها الرسالي وجانبها المدني ، فكلّ ما كان يساهم في إيجاد الوضع الأفضل للإسلام والمسلمين على هذا النحو فهو مصلحة إسلامية ، وعلى هذا الأساس تكون الوحدة الإسلامية أهمّ مقوّمات الحفاظ على هذه المصلحة وإدامتها في الواقع ، وهي ضرورة عقلية وشرعية قد أثبت التاريخ ضرورتها في تتبّعه لسير الحضارات التي نمت وترعرعت وازدهرت بالوحدة ، وتدهورت واضمحلت حينما بدأ التمزّق يدبّ في سيرها .
والوحدة الإسلامية ممكنة التحقيق ما دامت الأمّة الإسلامية تجتمع حول عقيدة واحدة ، ومصالح واحدة ، ومصير واحد ، وتواجه عدوّاً واحداً وحّد صفوفه وإمكاناته من أجل إيقاف المسيرة الإسلامية ، وعرقلة حركتها التاريخية لتصفيتها عقيدةً وقيادةً وكياناً ، وقد جسّد الإمام علي(عليه السلام) مفاهيم الوحدة في منهجه وسيرته وترجمها إلى أعمال وممارسات وعلاقات متجسّدة في الواقع ، فقد جعل المصلحة الإسلامية العليا قاعدة الانطلاق في سكناته وحركاته ، وحافظ على وحدة الدولة والأمّة متوجهاً نحو الآفاق العليا المشتركة ونحو الهدف الكبير; وهو تقرير مبادئ الإسلام في واقع الحياة ، وخير مصداق لتجسيد مفاهيم الوحدة والمصلحة الإسلامية يتمثّل بموقفه من الخلفاء; حيث التعاون والتآزر ضمن الأهداف المشتركة ، وفيما يلي نستعرض أهم المواقف والممارسات الواقعة في طريق الوحدة والنابعة من مراعاة المصلحة الإسلامية العليا .