تعریف بکتاب «الحرم المکی» (2)

تقدیم و تعریف: محسن الأسدی

نسخه متنی -صفحه : 5/ 5
نمايش فراداده

شُكر دائم ودعوة مخلصة!

وختاماً ، ها أنذا قد انتهيتُ من تعريف كتاب الحرم المكّي الشريف والأعلام المحطية به ، للدكتور عبد الملك بن دهيش ، ومما أتمناه أن أكون قد وفّقت في عملي هذا ، وإلاّ فإنّي ألتمس العذر من الدكتور ومن اخوتي المهتمّين بهذه البحوث ومن القُرّاء جميعاً ، سائلاً المولى تعالى أن يمنّ علينا جميعاً بالتوفيق لمزيد من الجهود العلمية النافعة ، ولا يسعني إلاّ أن أخصّ الشيخ ابن دهيش بالشكر والثناء على ما تفضّلت به يداه من جهد علمي وعملي ثمين ومبارك ، وليس هذا الجهد مثيراً للغرابة والعجب ، بعد أن عوّدنا مؤرّخو هذه البلاد الطيبة أبناء الحرمين الشريفين على عطاءٍ وفير وجهد فريد فيما كتبوه وأرّخوه من أمثال المرحوم الشيخ حمد بن جاسر ، والشيخ عاتق بن غيث البلادي والشيخ عبدالرحمن خويلد . . . وغيرهم . وكان لهم حضور مبارك في مجلتنا هذه .

هذا وأرجو أن يسمحوا لي أن أبثّهم بما يختلج في صدري من زمن بعيد ، وهو أنّي لم أجد ـ وطيلة هذه المدّة بالذات ، التي واكبت فيها مجلة ميقات الحج محرراً ، وهي المختصّة بالحج وبلاد الحرمين الشريفين وما يتعلّق بهما ـ فيما ألّفوه على كثرته وسعته شيئاً يذكر عن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) أئمةً وعلماء وآثاراً ، وكأنّ الأقلام قد جفّت ، والأفكار قد نضبت ، والجهود قد كلّت عن التعرّض لتاريخهم ومواقفهم الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين ، ومعارفهم الحافلة بألوان من العلوم فقهاً وتفسيراً وآداباً . . . وعلى عظمتها وثرائها ، ولما تعرّضوا له من ظلم وتعسف ، انصبّ عليهم وعلى اتباعهم . . وحتّى أنّي لم أعثر على إشارة أو إرجاع فضلاً عن التعريف بعلماء هذه المدرسة المباركة وبمؤلّفاتهم وكتبهم ، على كثرتهم وغزارة إنتاجهم وكثرته وعمقه . . . متمنّياً أن لا يكون ذلك تغييباً لدورهم فهو أمر أربأ بأصحاب الكلمة المنصفة والفكر الواعي والقلم النزيه أن يتلبّسوا به .

إنّها دعوة صادقة مخلصة ، ولا ريب في أنّها نافعة في الدنيا والآخرة بما فيها من تطييب القلوب وتقريبها ، ولما فيها من وفاء لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) والصالحين والشهداء . . . وهو بالتالي ما يجعل علمنا وأقلامنا في خدمة قرآننا العظيم وديننا الخالد وأمّتنا المجيدة ونصرة رجالها ورموزها ، وينأى بنا وبأفكارنا وأقلامنا عن الانغلاق والتعصب وخذلان الحقّ ، والحقيقة ، التي يجب أن تبقى ضالّة المؤمن أينما وجدها التقطها .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين